باحث أمريكي: إيران تتمنى رئيسا "ديمقراطيا" ينقذ اتفاقها النووي
النظام الإيراني يتمتع بعلاقة ودية مع الحزب الديمقراطي، إذ كان الرئيس السابق باراك أوباما كريما ومتعاطفا مع قضيته.
قال باحث سياسي أمريكي إن إيران تتابع عن كثب المناظرات الرئاسية لمرشحي الحزب الديمقراطي، بغرض التحقق من استعدادهم للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي.
وأضاف مجيد رفيع زادة، خلال مقال له منشور عبر الموقع الإلكتروني لمعهد "جيتستون" للدراسات الأمريكية، أن النظام الإيراني يبدو أنه يتمتع بعلاقة ودية مع الحزب الديمقراطي، إذ كان الرئيس السابق باراك أوباما كريماً ومتعاطفاً مع قضيته المتمثلة في القدرة على تصنيع أسلحة ذات قدرة نووية.
وأوضح الباحث الأمريكي أن الصحف الإيرانية التي تسيطر عليها الدولة كانت ممتلئة بعناوين تتناول تصريحات المرشحين الديمقراطيين بشأن إيران، حتى إن إحدى الصحف البارزة حيت النائب بيرني ساندرز، إذ كان تصريحه بشأن العودة للاتفاق النووي حال وصوله للرئاسة في الانتخابات (2020) هو المانشيت الرئيسي لصفحتها الأولى.
لكن زادة ذكر في مقاله أن الإيرانيين ليسوا أصدقاء لمعايير ومبادئ الديمقراطيين: "لذا على الأرجح ربما يكون هناك شيء في الأمر بالنسبة لهم للاهتمام بهذا القدر بالمشهد السياسي الأمريكي"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن العودة للاتفاق النووي الإيراني – الذي ألغاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (مايو/أيار 2018) – سيضمن أن مليارات الدولارات ستتدفق ثانية إلى الخزانة الإيرانية.
وأشار إلى أنه خلال فترة رئاسة أوباما قدّم تنازلات كبيرة لطهران، بتحويل الأموال لطهران والعائدات الناجمة عن رفع العقوبات، فضلاً عن الاتفاقيات السريعة الموقعة في ظل الاتفاق النووي مثل تمهيد الطريق أمام القادة الإيرانيين لتعزيز قدراتهم النووية عند أعلى مستوى.
وقال زادة إن ما فعلته الحكومة الإيرانية بهذه الهدية التي منحها لها أوباما هو تأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط، وتحويل بعض الأموال إلى مليشيا الحرس الثوري لتوسيع نفوذ الحكومة والقبضة العسكرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وأضاف أن المستفيدين الرئيسيين الآخرين من الاتفاق النووي المليشيات الإيرانية والمجموعات الإرهابية، إذا كانوا قادرين على تقوية أذرعهم الطائفية ووكلائهم، مثل: حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وأوضح أن المليشيات وصلت إلى مدى من التمكين والجرأة لدرجة بدء اعترافهم وتباهيهم بتلقي أموال من إيران، إذ أن اعترف حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، بأن ميزانيتهم ودخلهم وأسلحتهم وصواريخهم قادمة من إيران.
وأكد زادة أنه ليس صعباً تعقب العداء الإيراني وسعيه وراء الهيمنة في الشرق الأوسط، لذا يجب ألا تكون متابعة الحكومة الإيرانية لمناظرة مرشحي الرئاسة الديمقراطيين أمراً مثيراً للدهشة، لكن ما يجب أن يشكل مفاجأة هو أن هؤلاء المرشحين على ما يبدو لم يتعلموا شيئاً من الضرر الذي تسبب فيه اتفاقهم النووي تحت قيادة أوباما.
وفي مايو/أيار عام 2018، انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران بسبب إرهاب طهران، واستأنفت واشنطن منذ ذلك الحين العقوبات على طهران لتخفيض صادراتها النفطية إلى صفر، فيما ردت إيران على هذه العقوبات بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز، ومنع الدول الأخرى من تصدير النفط.
وفي العام الجاري 2019 تسارعت الأحداث بين الطرفين، وقد صنفت واشنطن في أبريل/نيسان مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتعلن طهران في شهر مايو/أيار، تعليق بعض تعهداتها النووية، وتنقل واشنطن في الشهر نفسه موظفيها من بغداد بسبب تهديدات أمنية، قبل أن تقوم إيران بتخريب 4 ناقلات نفط بالخليج، وتضرب محطتين لضخ النفط بالسعودية.
وبعد إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفة قنابل إلى الخليج لمواجهة تهديدات وإرهاب إيران، استهدفت طهران ناقلتي نفط بخليج عمان، وتم استهداف مواقع أمريكية بصواريخ "كاتيوشا" في العراق، قبل أن تقدم إيران على إسقاط طائرة أمريكية بصاروخ سطح/جو إيراني.