تقرير دولي: هل تشرب إيران من كأس سوريا وليبيا؟
تقرير للمجموعة الدولية للأزمات يحذر من استخدام القوات الإيرانية للرصاص الحي عقب سقوط عشرات القتلى خشية تحول الوضع لنزاع مسلح.
تستمر المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الإيراني ليومها الخامس، ومع سقوط قتلى وجرحى جراء قمع السلطات المتظاهرين تصاعدت مخاوف اشتعال مواجهة مسلحة شبيهة بما يحدث في سوريا منذ أكثر من 6 سنوات.
ووسط دعم دولي للتظاهرات في إيران، قالت المجموعة الدولية للأزمات في تقرير عاجل لها إن وتيرة العنف في إيران يتوقع لها أن تزيد، مما يهيئ الأوضاع لحرب أهلية داخل إيران.
وذكر التقرير أن استخدام قوات الأمن الإيرانية الرصاص الحي، إضافة إلى تسببها في مقتل أطفال خلال الأيام القليلة الماضية، دفع وتيرة المظاهرات للتزايد بشكل غير مسبوق، وعلى نطاق أوسع من مظاهرات عام 2009.
وحذرت المجموعة الدولية للأزمات أنه مع زيادة عدد القتلى في المظاهرات نتيجة استعمال القوات الإيرانية الرصاص الحي قد يشعل شرارة المواجهة المسلحة، والتي ظهرت في كل من سوريا وليبيا نتيجة الاستخدام المفرط للسلاح والقتل العشوائي من قبل قوات نظام الأسد وقوات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وأضاف التقرير أن بوادر تحول المظاهرات في إيران نحو النزاع المسلح ظهرت جليا في محاولات المتظاهرين اقتحام مقرات أمنية تابعة للشرطة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، إلا أن المجموعة الدولية للأزمات حذرت من استعمال القوة المميتة ضد المدنيين، الأمر الذي سيدفع بالمتظاهرين لحمل السلاح وتحول الوضع إلى نزاع مسلح.
وذكر التقرير أن تلك ليست المرة الأولى التي تواجه فيها إيران الوقوف على شفا حرب أهلية، فخلال عام 1979 قامت قوات الشاه بالتعامل بشكل مميت مع الإيرانيين بشكل عشوائي ما أدى إلى سقوط مئات القتلى ودفع بالمحتجين لحمل السلاح.
ودعت المجموعة الدولية للازمات إلى ضرورة إيجاد حل سلمي لأزمة المتظاهرين، إما بإقالة الحكومة الإيرانية بالكامل، مع العمل على وضع خطة جادة للإصلاح الاقتصادي، أو مواجهة حرب مسلحة بين المتظاهرين والنظام، الأمر الذي سيزيد من عدد الضحايا المدنيين بشكل غير مسبوق في إيران.
وقال مراقبون للحراك الشعبي ضد نظام ولاية الفقيه من الداخل الإيراني، إن السلطات لجأت إلى جريمة الدفع بعناصر أمنية في زي مدني لقمع المظاهرات الحاشدة التي خرجت في غالبية المدن الإيرانية، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد في البلاد.
وأشار المراقبون إلى أن الأجهزة الأمنية في إيران استعارت هذه الجريمة من حليف طهران في سوريا بشار الأسد، في إعادة لإنتاج ظاهرة "الشبيحة" الذين سعوا لقمع السوريين، ما أدى لاشتعال حرب أهلية لا تزال مستعرة.
وفي هذا السياق، قال مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية في باريس، جمال العوضي، إن النظام الإيراني يعلم تماماً أن الميكروسكوب الدولي والعالم ينظر بدقة إلى ما يحدث بالداخل، من ثم أي قمع أمني ظاهر سيورطه أمام المجتمع الدولي، لذلك كان اللجوء للبدائل الأخرى بإنزال الموالين، أو عناصر أمنية بلباس مدني، لإعطاء انطباع أنه كما أن هناك معارضين فإن هناك مؤيدين، وهنا قاموا بدور الفتك بالمتظاهرين العزل.
وطالب العوضي، في تصريحات سابقة لـ"بوابة العين"، المجتمع الدولي بضرورة التنديد بهذه الآلية المفضوحة، موضحا أن هذه آلية تستخدم من دول تكون على شفى الانهيار، وهي الآلية نفسها التي كان يتبعها الشاة قبل سقوطه في نهاية السبعينيات، عندما كانت تنزل القوات الأمنية الخاصة به، مرتدية اللباس المدني لقمع المتظاهرين.
جدير بالذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أطلق تهديدات بأن الشعب "سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون"، في الوقت الذي ارتفعت حصيلة الضحايا خلال التظاهرات إلى 12 قتيلا.
وفي تخبط وتراجع عن اعترافه، الأحد، بأحقية الشعب في الاحتجاج، قال روحاني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي إن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها".
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز