المعارضة الإيرانية: الديمقراطية تحت حكم الملالي "سراب"
ممثلة مجلس المقاومة الإيرانية في واشنطن تؤكد أن الانتخابات الإيرانية لا تمثل فارقا لأن الديمقراطية ليست سوى سراب تحت حكم الملالي.
تمثل الانتخابات الإيرانية المقرر انعقادها الجمعة المقبل، خياراً زائفاً للشعب المضطرب، فكلا المرشحين الرئيسيين حسن روحاني وإبراهيم رئيسي مدموغين بختم الملالي في طهران، وأياً كان الفائز في الاقتراع سيبقي على القمع الشرس للمعارضة، وزعزعة استقرار المنطقة، والإصرار على تطوير الأسلحة النووية.
وقالت سونا سمسمي، ممثلة مجلس المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، في مقال نشره موقع "ذا هيل" الأمريكي، إنه مع اقتراب الانتخابات فإن الديمقراطية في إيران ليست إلا سراب تحت سلطة الملالي.
وأشارت سمسمي إلى استطلاع رأي أخير في 15 ولاية إيرانية أجراه مركز المجلس الأمريكي الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلص إلى أن 79% من العينة لا يعتقدون أن نتيجة الانتخابات في إيران ستحدث أي فرق في حياتهم، فالوجوه تتغير لكن السياسات تظل واحدة.
وأضافت أن العديد من الإيرانيين مازالوا ساخطين ومحرومين من المكاسب الاقتصادية غير المحققة، التي وعدت بها السلطات في طهران بعد رفع العقوبات النووية وامتلاء خزانات إيران بالمال.
إلا أنه طبقاً لتقديرات الاستخبارات الأمريكية وتحليلات مجموعات المعارضة الإيرانية، فإن أرباح الاتفاق النووي اختلستها الدولة لتعزيز أدوات العنف والقمع، بما في ذلك الزيادة الضخمة في ميزانية الحرس الثوري الإيراني، والنفقات الهائلة في تطوير برنامج الصواريخ البالستية، والتدخل الحالي في العراق وسوريا واليمن وغيرها.
وفي هذه الأثناء، يظل العديد من الإيرانيين متألمين بركود الأجور، وتأجيل الاستثمارات الملحة في البنية التحتية، والفساد المستشري في البلاد، ويبقى الشعب الإيراني بدون منفذ أو أمل حقيقي نحو الإصلاح، لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن كل تحركات الدولة تقرها سلطة لا يوجد طعن عليها في البلاد.
وأضافت سمسمي، أن الملالي في طهران رتبوا أوراقهم ويعرضون على الشعب الحل البديل الخاص بهم، متمثلاً في الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي لعب دوراً بارزاً في قمع ثورة 1999 ضد النظام، فضلاً عن تفاخره بالكذب على المفتشين النووين التابعين للأمم المتحدة.
أما الخيار الثاني هو منافسه إبراهيم رئيسي المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، والذي كان ضمن "لجنة الموت" التي حكمت في 1988 بإعدام 30 ألف معتقل سياسي من الرجال والنساء وحتى الأطفال، معظمهم ينتمي للمعارضة الرئيسية حركة "مجاهدي خلق".
وليس ذلك فحسب، حيث ورد اسم رئيسي كثيراً كخليفة لخامنئي نفسه في منصب المرشد الأعلى، خاصة أن الأخير تقدم في العمر وبات يبحث عن بديل له يبقي على سياسات إيران المحلية والخارجية كما هي.
وقالت سمسمي، إن الشعب الإيراني ليس لديه بديل إلا مقاطعة الانتخابات والمطالبة بتغيير جوهري في النظام، خاصة أنه لا توجد معارضة إيرانية حقيقية، حيث يتواجد معظمهم في السجن أو يتم مطاردتهم أو قتلهم أو يتم إجبارهم على المنفى.
وأكدت سمسمي، أن النظام الإيراني حالياً ضعيفاً أكثر من أي وقت مضى، بداية من الانقسامات الداخلية وفشله في محو كل المنشقين عنه في العراق والذين انتقلوا بعد ذلك إلى أوروبا، وحتى تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.
وتشكل كل هذه التطورات فرصة غير مسبوقة للمعارضة الإيرانية للعب دور ملحوظ في الصراع على السيطرة مع الملالي، بينما يتم إعادة تشكيل مستقبل البلاد، والذي يمكن أن يثبت فيه الإيرانيون الساخطون أنهم قوة يمكن أن يحسب لها النظام الإيراني في المستقبل القريب.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز