"الأمعاء الخاوية".. معركة مزدوجي الجنسية في زنازين إيران
سجين إيراني جديد من مزدوجي الجنسية ينضم إلى المضربين عن الطعام في معركة "الأمعاء الخاوية" بوجه قمع نظام يستخدمهم ورقة ضغط.
السجين النمساوي من أصول إيرانية كامران قادري، بدأ بالإضراب عن الطعام داخل سجن إيفين سيئ السمعة شمال العاصمة طهران، تضامناً مع سجناء حاليين وسابقين مضربين عن الطعام، بهدف الضغط على طهران للإفراج عن المعتقلين من مزدوجي الجنسية.
وجاء في تقرير طالعته "العين الإخبارية" في هيئة الإذاعة الألمانية باللغة الفارسية، أن "كامران قادري البالغ من العمر 58 عاماً، ويحمل الجنسية النمساوية الإيرانية، بدأ بالإضراب عن الطعام، وذلك بعدما أضرب ناري روزين الدبلوماسي الأمريكي السابق في إيران، والناشط اللبناني الأمريكي نزار زاكا أمام فندق المفاوضات النووية في فيينا".
السجناء والاتفاق
وقالت زوجة كامران قادري إنه انضم أيضًا إلى حركة مستمرة منذ عدة أيام، بهدف معارضة سياسة "أخذ الرهائن" التي تنتهجها إيران وسجن مزدوجي الجنسية.
وأضرب باري روزن الذي أطلق الحركة، عن الطعام لمدة خمسة أيام، مؤكدًا أنه لا ينبغي التوصل إلى اتفاق مع إيران حتى يتم الإفراج عن جميع هؤلاء الأسرى، وضرورة إلغاء الاتفاق إذا استأنفت إيران احتجاز الرهائن.
وأضافت زوجة قادري التي تنتظر عودة زوجها إلى فيينا مع أطفالها الثلاثة، أنها "تحتج على سجنه وهو بريء من التهم"، داعية إلى الإفراج عن جميع الرهائن الأوروبيين المحتجزين في إيران كشرط مسبق لاستمرار المحادثات النووية.
وكامران قادري محتجز بسجن إيفين في زنزانة مع مسعود مصاحب، والأخير أيضا سجين إيراني نمساوي، وهو الأمين العام لجمعية إيران والنمسا.
وجرى اعتقال قادري بمطار طهران في يناير/ كانون الثاني 2015، وحكمت عليه المحكمة بالسجن 10 سنوات بتهمة "التجسس" بعد "اعترافين بالإكراه"، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم.
وقادري خريج جامعة فيينا التقنية وعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتأمل عائلته الإفراج عنه بعد مقابلة مع روبرت مالي، الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران.
وقال مالي في المقابلة التي جرت الأحد الماضي، إنه "من غير المرجح أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع طهران ما لم يتم إطلاق سراح أربعة مواطنين أمريكيين من 'الرهائن' المحتجزين في إيران".
حركة
وحظي إضراب باري روزن عن الطعام بدعم عدد من نشطاء المجتمع المدني والسجناء السابقين في إيران.
كما انضم جمشيد برزيغار، الصحفي والمحلل السياسي إلى الإضراب احتجاجا على قمع المعارضة و"مقتل بكتاش أبتين" الكاتب والشاعر المسجون في إيران، كما كانت الناشطة السياسية مينا أهدي من بين الذين أضربوا عن الطعام في فيينا.
والأحد الماضي، أعلن المهندس البريطاني من أصول إيرانية، آنوشه آشوري، بدء إضرابه عن الطعام في سجن إيفين، في حركة لا تزال مستمرة بهدف الضغط على طهران.
وآشوري سبق أن توجه إلى طهران لزيارة والدته في أغسطس/ آب 2017 واعتقل في ذلك الوقت، وهو مهندس وممثل شركة تكنولوجيا في بريطانيا، وقد وجهت له السلطات الإيرانية له تهمة "التجسس لصالح إسرائيل وحيازة ممتلكات غير مشروعة" وحُكم عليه فيما بعد بالسجن عشر سنوات، ودفع غرامة مالية قدرها 33 ألف يورو.
وتصف عائلات هؤلاء المعتقلين بأنهم "رهائن" تستخدمهم السلطات الإيرانية كوسيلة ضغط سياسي ومالي ضد الدول الغربية.
وهناك عدد من المعتقلين الأجانب في طهران منهم الناشطة نازنين زاغري؛ بريطانية من أصول إيرانية، ومراد طاهباز، وعماد شرقي، وسيامك نمازي ووالده باقر نمازي، وجميعهم أمريكيون من أصول إيرانية، بالإضافة إلى اعتقال أحمد رضا جلالي، وهو باحث سويدي من أصول إيرانية.
كما يوجد معتقل ألماني من أصول إيرانية يدعى مسعود مصاحب، وغيرهم.