إيران تسعى للهروب من إضراب الشاحنات بالهيمنة على نفط العراق
إيران تسعى للهيمنة على نفط كركوك العراقية بعد تفاقم أزمة إضراب الشاحنات في البلاد
تسعى إيران للهيمنة على مقدرات وموارد النفط في العراق البلد المجاور لها غربا، بعد أن أغرقت أسواقه بمنتجاتها وبضائعها الفاسدة للتخلص من أعباء أزماتها الاقتصادية المتفاقمة، إضافة إلى دعم وتمويل المليشيات الطائفية مثل الحشد الشعبي بهدف خلق صراعات داخلية تتوغل من خلالها إلى الداخل العراقي، للسيطرة على مجريات القرار السياسي.
وسلطت صحيفة "كيهان" اللندنية، أمس الإثنين، الضوء على صفقة بترولية جديدة بين بغداد وطهران جرى تفعيلها منذ أيام، وتقضي بحصول إيران يوميا على نحو 30 إلى 60 ألف برميل من النفط الخام، بحقول محافظة كركوك العراقية، وهو الأمر الذي أشارت إليه وكالة أنباء "شانا" المقربة من وزارة النفط الإيرانية، أن مقايضة النفط العراقي الخام بدأت للتو بعد حل العقبات اللوجيستية.
وأشارت الوكالة الإخبارية الإيرانية، بحسب صحيفة كيهان،إلى أن هذه الكميات الكبيرة من نفط كركوك، ستُنقل في صهاريج إلى منطقة دره شهر الواقعة في جنوب غربي إيران للتفريغ في مخازن الشرطة الوطنية للنفط والمخول لها توزيع حصص الوقود داخل البلاد.
وبالتزامن مع امتداد أزمة إضراب الشاحنات في إيران على نطاق واسع منذ عدة أسابيع، تخطط طهران لتدشين خط أنابيب تنقل منه النفط العراقي، لتفادي استخدام الشاحنات.
وهو الأمر الذي أكدته تصريحات أدلى بها مؤخرا عباس جعفري نسب، المدير التنفيذي لشركة خطوط الأنابيب واتصالات قطاع النفط الايراني، أن بلاده عازمة على تأسيس مضخات نفطية وخطوط أنابيب لنقل النفط بطول 31 كيلومترا من منطقة دره شهر الحدودية إلى المصافي النفطية في كل من طهران، وتبريز، وكرمانشاه، وشازند، لافتا إلى أنه سيتم نصب وتركيب 3 توربينات نفطية من منطقة جشمه شور الواقعة على جانبي طريق رئيسي بين طهران وقم.
وتأتي تلك الصفقة النفطية بين بغداد وطهران لاسئتناف عمليات توريد خام كركوك، التي توقفت بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على الحقول النفطية من الأكراد في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017.
ونقلت صحيفة "كيهان"، عن سائقي الشاحنات المحتجين، أن تلك الخطوة من جانب حكومة طهران تهدف بالأساس إلى كسر إضراب الشاحنات الذي حظي بدعم دولي، بعد أن دخل أسبوعه الثالث على التوالي للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية المتدنية، وهو الأمر الذي أدى إلى خسائر اقتصادية باهظة تمثلت في شل حركة بعض الطرق الرئيسية، وتوقف توريد الحاصلات الزراعية والبضائع، إضافة إلى تعطل الكثير من المصافي النفطية، ومصانع ومحطات الوقود في البلاد.
وكشفت الصحيفة، نقلا عن تقارير عدة، أنه في ظل غموض موعد انتهاء إضراب الشاحنات داخل إيران، لجأ نظام الملالي إلى استخدام صهاريج تحت حماية من سيارات الشرطة الإيرانية، وذلك لنقل الوقود بين مختلف أقاليم البلاد، في الوقت الذي تسعى فيه بعض المؤسسات الحكومية لكسر الإضراب بطرق مختلفة من بينها التهديد تارة بالقمع، والترغيب تارة أخرى بتقديم الرشاوي للسائقين المحتجين على تردي الأوضاع المعيشية الصعبة.
وأكدت "كيهان" أن كلا من مليشيات الحرس الثوري الإيراني والجيش تحاول بشتى السبل تشتيت الانتباه عن هذا الإضراب اللافت، والذي أدى إلى خسائر اقتصادية على مدار الأيام الأخيرة، وذلك عبر تسيير شاحنات وصهاريج وقود عسكرية لنقل البضائع والبنزين إلى محطات الوقود، في الوقت التي تشهد بعض المحافظات الإيرانية أزمة طاحنة في تلبية مطالب الإيرانيين من الوقود.