الشاحنات والدولار صداع مزمن لملالي إيران.. والجيش يهدد بالترويع
إضراب الشاحنات يقلق المسؤولين الإيرانيين و أزمة الدولار تثير فوضي وتكدس داخل مطار الخميني.
باتت الأزمات الاقتصادية وعلى رأسها إضراب الشاحنات وتدهور أوضاع سوق النقد الأجنبي صداعا مزمنا في رأس النظام الإيراني، بسبب عجز الأجهزة الأمنية ومن بينها الحرس الثوري الإيراني في كسر احتجاجات سائقي الشاحنات التي تتواصل لأكثر من 12 يوما على التوالي، وعجز حكومي في تلبية مطالب الإيرانيين من العملة الصعبة.
محمد باقري، رئيس الأركان العامة للجيش الإيراني، اعترف في سياق تصريحات له مؤخرا بوجود أزمات اجتماعية واقتصادية في البلاد، مهددا بعدم السماح أن تتحول تلك الأزمات إلى "سياسية وأمنية"، على حد قوله.
وبالتزامن مع دعم جهات دولية عدة لإضراب الشاحنات الممتد داخل أغلب المدن والمحافظات الإيرانية من بينها اتحاد سائقو الشاحنات في أمريكا الشمالية وكندا، أعرب باقري في كلمة له خلال اجتماع أمنى ضم قادة قوى الأمن الداخلي في البلاد، الأحد، عن استعداد الأجهزة الأمنية للتدخل إزاء ما وصفها بـ "المؤمرات المحتملة"، في إشارة إلى الاحتجاجات المتوقعة مجددا مع تزايد حدة التذمر الشعبي لتدهور أوضاع البلاد.
وأشاد القائد العسكري البارز في الوقت نفسه، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، بقمع السلطات الأمنية للاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت في يناير/ كانون الثاني الماضي، بسبب انشغال نظام الملالي بالمغامرات العسكرية على حساب الداخل الإيراني، زاعما أن من وصفهم بـ "الأعداء" يسعون لتوجيه ضربة للنظام الإيراني.
وأشارت صحيفة "كيهان" اللندنية، أن تلك التصريحات تعبر عن قلق عميق لدى المسؤولين الإيرانيين على خلفية إضراب الشاحنات الذي شل الحركة على أغلب الطرقات السريعة داخل إيران، وذلك خشية انضمام سائقي التاكسي، والحافلات إلى المحتجين، ما سيؤدي إلى أزمة كبرى داخل إيران.
وكشفت الصحيفة، نقلا عن تقارير عدة، أنه في ظل غموض موعد انتهاء إضراب الشاحنات داخل إيران، لجأ نظام الملالي إلى استخدام صهاريج تحت حماية من سيارات الشرطة الإيرانية، وذلك لنقل الوقود بين مختلف أقاليم البلاد، في الوقت الذي تسعى بعض المؤسسات الحكومية لكسر الإضراب بطرق مختلفة من بينها التهديد تارة بالقمع، والترغيب تارة أخرى بتقديم الرشاوي للسائقين المحتجين على تردي الأوضاع المعيشية الصعبة.
وأكدت "كيهان" أن كلا من مليشيات الحرس الثوري الإيراني والجيش تحاول بشتى السبل تشتيت الانتباه عن هذا الإضراب اللافت، والذي أدى إلى خسائر اقتصادية على مدار الأيام الأخيرة، وذلك عبر تسيير شاحنات وصهاريج وقود عسكرية لنقل البضائع والبنزين إلى محطات الوقود، في الوقت التي تشهد بعض المحافظات الإيرانية أزمة طاحنة في تلبية مطالب الإيرانيين من الوقود.
وفي السياق ذاته، أدت أزمة اختفاء الدولار داخل سوق العملات الأجنبية إلى فوضي عارمة بين صفوف المسافرين المتكدسين داخل مطار الخميني الدولي جنوب غرب طهران، على مدار الأيام الأاخيرة.
واندلعت تلك الأزمة، بحسب موقع "إسكان نيوز" الإيراني منذ السبت الماضي، بالتزامن مع عطلة رسمية في البلاد بمناسبة ذكرى رحيل المرشد الإيراني الأول الخميني، مؤكدا أن عدم توافر سيولة نقدية أجنبية داخل منافذ البنوك الرسمية المخول لها ببيع عملات صعبة للمواطنين، أدى إلى تكدس المئات داخل المطار، إضافة إلى مواجهتهم صعوبة في تدبير احتاجياتهم من العملات الأجنبية خلال السفر.
وسبق أن قرر البنك المركزي الإيراني، منذ 3 أشهر تقييد شراء المسافرين خارج البلاد للعملة الصعبة من 10 آلاف يورو إلى 5 آلاف؛ نتيجة لاضطراب سوق النقد الأجنبي في إيران، في الوقت الذي تشن السلطات الأمنية حملة قمعية ضد متاجر الصيرفة لمصادرة ووقف أنشطة بيع العملة الصعبة؛ ما تسبب في غلق وتعطيل عدد كبير منها، في الوقت الذي وصلت العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الذي تجاوز حاجز الـ 7000 تومان.
ويري مراقبون للسوق الإيراني، أن تلك الإجراءات التي تنتهجها حكومة طهران للسيطرة على تلك الأزمة مؤخرا عبر توحيد سعر الصرف الأجنبي عند حدود 4200 تومان، والتدخل الأمني لاعتقال سماسرة العملات الأجنبية سيؤدي إلى تأثيرات على المدى القصير فقط، لكنها بلا جدوى مستقبلا.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg
جزيرة ام اند امز