إيران.. وثائق مسربة تكشف معاناة السجناء في "إيفين" سيئ السمعة
سربت مجموعة قرصنة إلكترونية تطلق على نفسها "عدالة علي"، وثائق من سجن إيفين الإيراني سيئ السمعة، كشفت عن معاناة السجناء.
الوثائق التي وصفت بالسرية، تم تسريبها إلى "راديو فاردا" التابع لإذاعة أوروبا الحرة، والتي اعتبرت إضراب السجناء عن الطعام وإرسالهم رسائل إلى الخارج سلوكًا "إجراميًا" يستوجب العقاب من إدارة السجن.
وبحسب إحدى الوثائق، دعا مسؤول سابق بسجين إيفين لمعاقبة سجناء رفضوا تناول الطعام أو أرسلوا رسائل إلى الخارج وبيانات وملفات صوتية من السجن.
وأفادت بأن "في مثل تلك الحالات، يجب حبس السجناء (المتهمين) بارتكاب انتهاكات انفراديا، والحد من رفاهيتهم (بما في ذلك تجمعاتهم الخاصة والعامة) ويجب النظر في مطالبهم".
وقالت الوثائق إن نازانين زغاري راتكليف، البريطانية من أصل إيراني المحتجزة في إيران منذ خمسة أعوام، تلقت عقابا عام 2009 بعدما أضربت عن الطعام احتجاجا على سجنها.
وحرمت سلطات السجن زغاري راتكليف من الزيارات الخاصة، وهو تدبير دفعها لـ"إنهاء إضرابها عن الطعام"، بحسب الوثيقة، التي أشارت إلى أن هذه الوسيلة يجب استخدامها مع السجناء الآخرين.
ولم تتمكن إذاعة أوروبا الحرة التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق التي سربتها "عدالة علي".
وأضرب بعض السجناء السياسيين في إيران خلال السنوات الأخيرة عن الطعام احتجاجا على أوضاع السجن.
وهرب النزلاء خطابات وبيانات من السجن، في محاولة لتسليط الضوء على سوء المعاملة التي يتعرضون لها والتعبير عن آرائهم في الأحداث السياسية.
وفي وقت سابق من هذا العام، اخترقت مجموعة "عدالة علي" كاميرات المراقبة بسجن إيفين، وسربت مقاطع فيديو يبدو أنها تظهر سوء المعاملة الممنهج بحق السجناء، بما في ذلك تعرضهم للضرب.
وتسبب تسريب الفيديو غير المسبوق في إحراج السلطات الإيرانية، التي ادعت في الماضي أن سجناء إيفين يعاملون "بلطف ورحمة"، ودفعت مقاطع الفيديو رئيس هيئة السجون لتقديم اعتذار نادر.
وأفادت الوثائق التي نشرتها "عدالة علي" مؤخرًا، بأن سلطات السجون منعت استخدام الهاتف المحمول عن المخرج المعارض محمد نوريزاد، بعدما أضرب عن الطعام وأطلق تصريحات من السجن.
واتهمت الوثائق السرية نوريزاد، الذي يمضي فترة عقوبة بالسجن 17 عاما من عام 2019، بزعم إهانة المرشد الأعلى علي خامنئي، بـ"نشر أكاذيب".
وسمحت سلطات السجن لاحقا له باستخدام الهاتف، بعدما وعد بعدم عقد مقابلات مع الصحفيين أو إصدار تصريحات من السجن.
وتؤكد الوثائق المسربة إلى "راديو فاردا" تقارير سابقة بأن السلطات حاولت منع المحامية الحقوقية البارزة نسرين ستودة من مقابلة عائلتها بوضع شروط مثل ارتداء الشادور، الغطاء الطويل الذي لا يظهر سوى الوجه والقدم.
وحرمت ستودة من مقابلة عائلتها لثلاثة أسابيع بسبب رفضها هذا المطلب، طبقًا لزوجها رضا خندان.
ووصفت وثيقة أخرى أقلية الدراويش الدينية الإيرانية "غودابادي" بـ"جماعة إرهابية"، وادعت تحالفهم مع تنظيم داعش.
وبشكل منفصل، سربت "عدالة علي" مجموعة وثائق سرية لشبكة "بي بي سي" البريطانية مرتبطة بحملة القمع المميتة على المتظاهرين المناهضين للحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019.
وأفادت وثيقة أخرى بتاريخ 25 ديسمبر/كانون الأول عام 2019، بأن بعض "وحدات" شرطة الشغب تفتقر للوضوح بشأن كيفية السيطرة وإدارة أعمال الشغب وتوقيت استخدام الأسلحة، لافتة إلى أن استخدام القوة المميتة كان في بعض الأحيان "حتميا".
وقالت "بي بي سي" إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة الوثائق.