كبح إيران في سوريا والعراق خيار أمريكا قبل السيناريو الأسوأ
حسب موقع ديلي بيست الإخباري الأمريكي
موقع "ديلي بيست" ينتقد موقف أمريكا السلبي تجاه توسع إيران في سوريا والعراق ويدعوها للمواجهة أو الاستعداد لتهديد أكثر شرا من داعش.
انتقد موقع "ديلي بيست" الأمريكي الموقف السلبي للولايات المتحدة من تحركات إيران ومليشياتها المسلحة في سوريا والعراق للسيطرة على الحدود بين الدولتين لتأمين ممر بري من الحدود الإيرانية وحتى دمشق ولبنان والبحر المتوسط.
وفي تقرير حول الحالة الإيرانية والإدارة الأمريكية قال الموقع إن الأسابيع الماضية شهدت منافسة متصاعدة في صحراء شرق سوريا بين القوات المدعومة من أمريكا والمليشيات التي تدعمها إيران، ما يضع الدولتين المتنافستين على مسار التصادم بعد سقوط تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف الموقع أن طهران ومليشياتها أظهروا استعدادهم لمواجهة القوات الأمريكية مباشرة بإرسال طائرات بدون طيار ومقاتلات حربية لاستهداف جنود التحالف الدولي في جنوب شرق وشمال شرق سوريا.
وأشار الموقع إلى أن إسقاط المقاتلات الأمريكية لتلك الطائرات الإيرانية قد يصور وهما بحسم واشنطن للأمر، إلا أن الإدارة الأمريكية الجديدة في الحقيقة تظهر حاجة إلى استراتيجية، ناتجة في الأغلب عن عدم قدرتها على إقرار إلى أي مدى مستعدة أن تذهب لوقف التوسع الإيراني في المنطقة.
وقال الموقع إن واشنطن تبدو "غير مدركة" أمام إصرار إيران الذي تبرزه التقدمات المستمرة لمليشياتها على الأرض في شرق سوريا، وأيضا الهجمات الجوية المتواصلة التي تشنها بهدف تعطيل تقدم حلفاء الولايات المتحدة.
واعتبر أن تقدم القوات المدعومة من أمريكا في شرق سوريا قد تبدو أنها محاولة متعمدة وهجومية لإغلاق الحدود العراقية، لكن الحقيقة أن الموقف الدفاعي لواشنطن يظهر أن القوات التي تدعمها كانت فقط "في طريق" القوات الإيرانية التي تسعى لتأمين الممر البري عبر الحدود.
وعلى الجانب الآخر، وضع النظام الإيراني هدفا واضحا وكرس الموارد اللازمة لتحقيقه، حيث يسعى ملالي طهران إلى السيطرة على الحدود العراقية السورية لإنهاء الممر البري الذي من شأنه تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.
وحذر الموقع من أن قليلين هم من يدركون عواقب تحقيق إيران ذلك، والذي بالتأكيد سيتعدى فكرة تهريب الأسلحة إلى المليشيات التي تدعمها في سوريا وبالطبع لحزب الله في لبنان.
وأكد الموقع أنه على المشككين في الأفضلية العسكرية التي تعطيها تلك المنطقة لمن يسيطر عليها، أن يتذكروا كيف استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي اجتياح مناطق واسعة في سوريا والعراق عبر استخدام تكتيكات عبر الحدود مثل التي تستخدمها المليشيات الإيرانية حاليا.
وأوضح الموقع أن الممر البري من شأنه تمكين القوات الإيرانية من التحرك بين سوريا والعراق من إيران مباشرة، وهو ما قد يضاعف قدرة طهران لتشكيل مستقبل العراق وسوريا والمنطقة.
وعلى جانب آخر، قال الموقع إن الحلول السياسية لهذه الأزمات في العراق وسوريا لم يتم صياغتها بعد، وعندما يحين ذلك لن يأتي الحل السياسي من أصحاب أفضل النظريات السياسية، لكن ممن لديه أكبر عدد من الجنود على الأرض، وهو ما يعني أن إيران لديها مصلحة في إبقاء الولايات المتحدة وحلفائها بعيدا عن سوريا والعراق.
وحذر الموقع من أن إيران قد تستغل القدرة العسكرية لنقل القوات والأسلحة والقادة العسكريين عبر سوريا والعراق، لصنع قوة سياسية تجعلها صاحب القرار الرئيسي في هذين البلدين.
وأشار إلى أن واشنطن تواجه قرارا صعبا سيصبح لحظة حاسمة للمنطقة بأكملها، فعلى البيت الأبيض أن يقر بتصعيد التوترات مع إيران بتغيير استراتيجية الولايات المتحدة من "تفاعلية" إلى "استباقية"، أو الإقرار بالاستسلام لأي محاولة لكبح النفوذ الإيراني والتركيز فقط على هزيمة "داعش".
وأكد أن اتخاذ موقف أكثر عدوانية بالطبع له مخاطره، لأنه من غير المرجح تراجع إيران في ضوء الأهمية الاستراتيجية للمنطقة المتنازع عليها، وأن الحرب ضد "داعش" قد تعاني بالفعل من تقاتل القوات الأمريكية والإيرانية.
لكن مخاطر السماح لإيران بتنفيذ مخططها أكبر بكثير من مخاطر التعامل معها بحسم، لأنه بنفس الطريقة التي أساءت أمريكا في الحكم على قدرة "داعش" على التوسع بعد أن استولى على الموصل، قد تجد الولايات المتحدة نفسها دون قصد في مواجهة تهديد أكثر شرا إذا قررت ترك إيران.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز