سيول مروعة تثير غضب الإيرانيين.. ورئيس البرلمان: يكفيكم البقاء أحياء
إيرانيون يتداولون مشاهد مروعة عبر منصات التواصل الاجتماعي لسيول غير مسبوقة خلفت 28 شخصًا بين قتيل وجريح
تداول إيرانيون مشاهد مروعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر حجم الخسائر الناجمة عن سيول غير مسبوقة منذ عدة أيام اجتاحت مناطق الشمال (جلستان، مازندران، خراسان الشمالية) قبل أن تواصل مسيرها إلى محافظات أخرى من البلاد.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية من عواصف رعدية وثلوج تعم 19 محافظة، فضلا عن حدوث فيضانات مرتقبة في 6 محافظات، بينما بلغت حصيلة القتلى والجرحى قرابة 28 شخصا.
- غضب شعبي بإيران لتعيين "مدمر حدائق طهران" بديلا لـ"محافظ الفيضانات"
- رجوي تعليقا على كارثة السيول: طهران أهدرت أموال الشعب في دعم الإرهاب
وفي فيديو لافت، لاقى تفاعلا ملحوظا، ظهر علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني بصحبة مسؤولين آخرين خلال تفقدهم على ما يبدو إحدى المناطق المتضررة جراء السيول، قبل أن تخاطبه سيدة حول معاناة أسرتها من فقدان كل شيء بحوزتها، ليرد محاولا التهرب من مواجهتها أنهم يكفيهم البقاء سالمين على قيد الحياة.
ووصف علي أصغر بيفاندي رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيرانية، في تغريدة عبر موقع "تويتر"، رأس السنة الفارسية الجديدة (بدأت 21 مارس/ آذار) بـ"الخطرة"، محذرا أن مناطق الغرب والجنوب والشمال الشرقي تواجه خطر الفيضانات العارمة.
وأهاب بيفاندي بالمسافرين خلال عطلة عيد النوروز (13 يوما) في نطاق هذه الاتجاهات بضرورة مراعاة الحذر التام، والابتعاد عن السير إلى جانب ضفاف الأنهار أو الطرق الفرعية.
هذا، وقد انتشرت بشكل واسع صورا وفيديوهات مصحوبة بتعليقات لاذعة من قبل مستخدمين إيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لفشل منظومة الدفاع المدني في الحد من تداعيات الكارثة البيئية أو حتى سرعة إنقاذ العالقين وسط السيول الجارفة في نقاط شتى.
وقال مغرد إيراني يدعى وحيد إن الناس في بلاده يخوضون معركتهم وحدهم أمام جريان السيول، حيث شارك مقطع مصور يٌظهر تشبث عدة أشخاص عالقين بعمود كهرباء وسط أحد الشوارع في مدينة شيراز.
وأعرب حسين ساداتي، ناشط نقابي، عن غضبه من سوء البنية التحتية التي لم تتحمل تدفق كميات كبيرة من مياه السيول في الشوارع الرئيسية، والتي من المفترض أن تكون مجهزة بوسائل لتصريفها سريعا.
وفي جانب آخر، تساءلت زهرا كشفاري، صحفية إيرانية، عن تدشين السلطات البلدية طريقا لسير المركبات على مسار بحيرة مائية جافة جنوب غربي البلاد، حيث سخرت من هذا الأمر الذي اعتبرته إنجازا في ظل تركيز الاهتمام من قبل نظام طهران على القتال خارجيا ببلدان مجاورة.
وكشف المستخدمون الإيرانيون عن انقطاع جادات رئيسية بين مدن وأخرى، وكذلك تعطل خدمات الكهرباء والهواتف وانقطاع المياه وسط ظروف وخيمة للغاية في عدة مناطق من البلاد.
وشارك حساب إيراني يدعى محمد غازنافيان مقطعا مصورا يكشف غرق خيام لمنكوبي زلزال ضرب محافظة كرمانشاه (شمال) منذ 12 شهرا دون اهتمام من قبل المسؤولين الإيرانيين سوى وعود متكررة، قبل أن تداهمهم مياه السيول الجارفة مجددا.
وشن مهدى رفائي، كاتب صحفي، هجوما حادا ضد سلطات طهران التي تتجاهل شراء أجهزة استشعار مسبق للتنبؤ بالكوارث الطبيعية أو معدات لإدارة الأزمات، بينما أدى الإنفاق على الأسلحة والصواريخ البالسيتية إلى هذا الوضع المؤسف في مختلف المحافظات المنكوبة.
وطالب أمير علي، ناشط إيراني، بدلا من البحث عن بطل في خضم هذه الكارثة البيئية، بمحاسبة المسؤولين المتقاعسين والمقصرين، حيث اعتبر أن الشفافية هي الأجدى على غرار موقف المملكة العربية السعودية بفتح تحقيقات موسعة في فاجعة سيول جدة التي وقعت عام 2009، وفق قوله.
وأعربت المعارضة الإيرانية، الثلاثاء، عن غضبها من تقاعس نظام طهران عن مواجهة الآثار الكارثية للفيضانات العارمة في مناطق متفرقة من أنحاء البلاد.
وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن سلطات طهران تتستر على الأعداد الحقيقية للضحايا في الوقت الذي تخشى اندلاع احتجاجات شعبية جديدة بسبب النقمة على الفشل الحكومي.
وأظهرت الصور والفيديوهات المتداولة تضرر طرق ومبان سكنية وتاريخية أبرزها مدخل مدينة شيراز المعروف باسم "بوابة القرآن" والتي يرجع تاريخ بنائها إلى عصر الدولة البويهية التي حكمت إيران بين أعوام 949 إلى 1055 ميلاديا.