إيران.. اغتيال مزعوم للتشويش على تذمر شعبي من كارثة السيول
تداولت وسائل إعلام إيرانية محلية أنباء حول نجاة قائد ثكنة عسكرية تابعة لمليشيا الحرس الثوري من محاولة اغتيال فاشلة جنوب غرب البلاد
تداولت وسائل إعلام إيرانية محلية، الخميس، أنباء حول نجاة قائد ثكنة عسكرية تابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني من محاولة اغتيال على أيدي مسلحين مجهولين بنطاق إحدى القرى المنكوبة جراء السيول جنوب غربي البلاد، قبل أن تنفي وكالة رسمية الخبر برمته.
وأوردت وكالة أنباء نادي المراسلين الشباب الإيرانية (شبه رسمية) أن أحمد خادم قائد ثكنة "كربلاء" العسكرية التابعة للحرس الثوري جنوب إيران قد نجا من هجوم مسلح بعد إنقاذ حراسه الشخصيين له ونقله إلى مكان آمن خلال تفقده إحدى قرى إقليم الأحواز (تقطنه أغلبية عربية).
- قتيل و4 جرحى في اشتباكات للحرس الثوري مع محتجين جنوبي إيران
- بالصور.. فيضانات عارمة تغرق 400 مدينة وقرية في إيران
لم تمض ساعات حتى نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن خادم الحاصل على رتبة عميد بالحرس الثوري، مارس/آذار 2018، بناء على مرسوم صادر عن المرشد الإيراني علي خامنئي، تكذيبه لمزاعم حول تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين في إحدى القرى الأحوازية المنكوبة.
واعترف قائد قاعدة كربلاء العسكرية بأن عددا من المزارعين الأحوازيين كانوا غاضبين بشدة لدى زيارته لهم؛ فيما تداول نشطاء مقطعا مصورا يٌظهر محتجين يحاولون طرده وحراسه المرافقين له من قريتهم بعد أن أغرقت مياه السيول عشرات المزروعات والمنازل.
ويبدو أن نبأ محاولة اغتيال جنرال الحرس الثوري كان مجرد محاولة للتشويش إعلاميا على اتهامات من نشطاء أحوازيين ممن تعرضت قراهم ومدنهم للتدمير بتورط السلطات الإيرانية في فتح السدود جنوب غرب البلاد لتفريغ منسوبها من مياه الفيضانات بهدف حماية المنشآت النفطية فقط.
وأدى فشل السلطات الإيرانية في الحد من تداعيات الكارثة البيئية إلى اندلاع غضب عارم لدى العديد من السكان المحليين في البلاد، إلى حد أن عشرات المحتجين هاجموا أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي (جنرال سابق في الحرس الثوري) ونعتوه بـ"غير الشريف" لدى تفقده أوضاع المنكوبين في مدينة بلدختر التي غطتها مياه السيول بالكامل في محافظة لورستان (جنوب غرب).
وتسود حالة من التوتر بعض مناطق إقليم الأحواز الغني بالنفط، عقب مقتل مزارع وإصابة 4 آخرين برصاص عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني بسبب اعتراض الأهالي على إزالة حواجز ترابية أقاموها لحماية بيوتهم ومزروعاتهم من الغرق، وسط تدفق مياه السيول من محافظات إيرانية أخرى.
وترجع أغلب مشكلات المياه في إقليم الأحواز إلى سياسات النظام الإيراني على مدار سنوات حيث تعمد تدشين سدود ضخمة على الأنهار الأحوازية مثل كارون (أطول الأنهار في إيران) الأمر الذي أدى إلى تجمع منسوب كبير من تلك المياه خلفها، وبالتالي يتطلب الأمر حاليا تصريف مياهها خشية تضرر مواقع نفطية رغم احتجاجات السكان العرب المتضررين بعد غرق قرى ومدن.
ونزح قرابة الـ100 ألف شخص أغلبهم مزارعون من قراهم في إقليم الأحواز بسبب تدفق الفيضانات من محافظات إيرانية أخرى، بينما تهدد السيول الجارفة سكان مدن أحوازية أخرى مثل السوس، والخفاجية، وسط اتهامات للسلطات الإيرانية بتهجير السكان قسرا.
وتعاني بعض مناطق جنوب غرب إيران أوضاعا متأزمة بعد ارتفاع منسوب نهري الكرخة وكارون (أطول أنهار إيران)، حيث شرعت السلطات في إخلاء قرابة 70 قرية على الأقل هناك.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg
جزيرة ام اند امز