خامنئي يخشى "صندوق القمامة".. ومسؤول يحذر من ثورة الفقراء
اعترف المرشد الإيراني علي خامنئي بمشكلات "اقتصادية" و"معيشية" تواجهها بلاده لكنه قال إن تلك المشكلات لن تحل بـ"إحراق صندوق القمامة".
وتأتي تصريحات خامنئي خلال خطاب له اليوم، فيما حذر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني السياسي المتشدد أحمد توكلي، الإثنين أيضا، من اندلاع ثورة الفقراء والجياع.
وتشهد إيران منذ 4 أشهر مظاهرات متواصلة على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق.
وأثارت قضية أميني غضبا واسعا في البلاد التي تأن أيضا تحت وطأة أزمة اقتصادية عميقة فيما ينتقد المحتجون توجيه موارد الدولة لمليشيات إرهابية في الشرق الأوسط.
واليوم، واصل المرشد الإيراني إلقاء الاتهامات على جهات خارجية تقول طهران إنها تغذي الغضب في البلاد.
وقال إن الأحداث الأخيرة (الاحتجاجات) كان الهدف منها تدمير قواتنا والبلد بحاجة إلى أعمال عظيمة وتحويلية.
وزعم خامنئي أن الاحتجاجات كان الهدف منها تقسيم إيران كما حدث في الحرب مع العراق عام 1980 حيث تضافرت كل قوى العالم لتقسيم إيران لكنهم لم يستطيعوا ذلك، على حد قوله.
وأضاف أن لدى بلاده "مشكلة اقتصادية ومعيشية (..) لكن هل يمكن حل المشكلة بإحراق صندوق القمامة؟"، ويشير المرشد الإيراني على الأرجح إلى قطع المتظاهرين الغاضبين الطرق عبر إشعال النيران في صناديق القمامة.
ورأى مراقبون أن الأحداث في إيران تؤشر على ارتفاع منسوب الغضب خاصة ضمن أوساط جيل جديد يطمح للعيش في حرية.
لكن تلك المخاوف يعبر عنها أيضا مسؤولون إيرانيون. وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني توكلي إنه "لا يستبعد اندلاع ثورة الفقراء والجياع في إيران تزيح كل شيء بما فيها النظام، مضيفاً إنه "حذر كبار المسؤولين من ثورة الفقراء الوشيكة".
وأوضح توكلي الذي تولى العديد من المناصب الحكومية بعد الثورة في إيران عام 1979 إن "انتفاضة وثورة الفقراء وشيكة ولو اندلعت ستزيح النظام، وإذا حدث هذا الوضع، فإن الفقراء سيجمعون كل الأواني والمقالي بل كل شيء في البلاد".
وبين توكلي في مقابلة مع موقع "نود اقتصادي" المتخصص في الشؤون الاقتصادية الإيرانية المحسوبة على المتشددين، أن بلاده ليست بعيدة عن "تمرد وثورة الفقراء"، لافتاً إلى "تراجع في قدرة الشراء لدى الإيرانيين وارتفاع معدلات الفقر يوما بعد آخر".
وأضاف توكلي الذي كان يشغل في السابق منصب رئيس مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني "أنه كتب في رسالة إلى قادة البلاد لقد سلبتم إمكانية أكل الأشكينة من الناس".
والأشكينة من الأطباق الإيرانية التي عادة ما يتم تناولها مع الخبز، وهي عبارة عن حساء أو زيت أزرق مصنوع من الدقيق والخضراوات والبصل الساخن، وهي أكلة بسيطة ورخيصة.
ولم يوضح عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني المزيد عن وقت إرسال هذه الرسالة والرد المحتمل لرؤساء القوى الثلاث.
ووفق تقارير المؤسسات الحكومية، وصل خط الفقر الرسمي في طهران إلى 150 مليون ريال (450 دولارا)، ويواجه نصف سكان إيران خطر الجوع بسبب زيادة معدل التضخم.
وأظهر أحدث تقرير لوزارة العمل الإيرانية أن قرابة 15 مليون إيراني يعيشون في فقر مدقع، فيما تشير دراسات وتقارير غير رسمية إلى أن نحو 30% من الإيرانيين، أي ما يعادل أكثر من 25 مليونًا و500 ألف شخص، يعيشون في فقر مدقع.