شركة إيرانية في قفص الاتهام.. من وراء صفقة «بيجر» حزب الله؟
مَن المسؤول عن صفقة أجهزة "بيجر" التي انفجرت في أعضاء حزب الله اللبناني في اختراق أمني غير مسبوق؟
الهجوم الإلكتروني الذي وقع أمس وأدى إلى انفجار آلاف أجهزة النداء التي يحملها أعضاء المجموعة والمدنيون اللبنانيون في وقت واحد، ما زال يثير الكثير من التساؤلات عن الطريقة التي تم الاختراق بها، والمسؤول عنها.
ويشير هذا الحدث غير المسبوق إلى التسلل المتقدم والابتكار التكنولوجي، ما يشير إلى تورط إسرائيل في عملية سرية، لم تتسبب الانفجارات في وقوع إصابات فورية فحسب، وإنما أرسلت أيضًا رسالة مرعبة حول ضعف أنظمة الاتصالات الخاصة بحزب الله.
ويسلط الحادث الضوء على الحرب الخفية المستمرة بين إسرائيل والكيانات المدعومة من إيران، ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاتصالات الآمنة في مناطق الصراع.
واللافت أن تقريراً لموقع "رجاء نيوز" الإيراني المقرب من معسكر التيار المتشدد أشار إلى أن شركة "إيران سيل" متورطة في صفقة شراء أجهزة (بيجر) لحزب الله اللبناني.
وتعد شركة "إيران سيل" (Irancell) هي المزود الرئيسي لخدمات الاتصالات النقالة عالية الجودة في إيران، وتأسست سنة 2005 باستثمار مشترك بين مجموعة "إم تي إن" وشركة إيران للتطوير الإلكتروني.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2014، أطلقت "إيران سيل" رسميًا أول شبكة "4G LTE" في إيران في 9 مدن من بينها العاصمة طهران.
وبحسب تقرير الموقع الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن "مديري وخبراء شركة إيران سيل من الفنيين والتقنيين المتخصصين قدموا استشارات لقيادة حزب الله اللبناني بشراء منظومة (بيجر) للاتصالات كما أكدوا أنها خالية من أي عملية اختراق".
لكن ما أن تم نشر هذه المحتوى في الموقع الإخباري الإيراني، حتى سارعت دائرة العلاقات العامة والإعلام في شركة إيران سيل إلى إصدار بيان رسمي عبر موقعها الرسمي.
وقالت الشركة في البيان الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إنه "بعد نشر مقال حول الدور الاستشاري لمديري شركة إيران سيل في عملية توفير أجهزة الاستدعاء لحزب الله اللبناني، فإن هذا الموضوع مبني على أباطيل والمقال المذكور يحمل أكاذيب زائفة".
وبالتالي تبقى هذه العملية التي أوقعت حتى الآن 11 قتيلاً والآلاف من الجرحى من بينهم السفير الإيراني لدى بيروت، مجتبى أماني، بالإضافة إلى اثنين من مرافقيه، محيرة لإيران وحلفائها بالمنطقة وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني الذي تلقى هذه الضربة الشديدة الليلة الماضية.
فيما يرى خبراء أن هذا الهجوم السيبراني رغم تعدد الروايات في كيفية حصوله فإنه يشكل ضربة قوية لمنظومة الاتصالات التي يديرها حزب الله وكذلك حلفاء إيران بالمنطقة.
وقالت شركة "غولد أبولو" التايوانية إن أجهزة "بيجر" التي تم تفجيرها في لبنان وسوريا من صنع شركة مقرها في بودابست، كما تم تركيب مفتاح يمكن تفعيله عن بعد لتفجير المتفجرات.
ويعتقد خبراء أن المواد المتفجرة تم وضعها في أجهزة "بيجر" قبل تسليمها واستخدامها في عملية تسلّل متطورة لسلسلة التوريد.
وقال رئيس شركة "غولد أبولو"، شو تشينغ كوانغ، للصحفيين، اليوم الأربعاء، إن شركته لديها اتفاقية ترخيص مع "باك" على مدى السنوات الثلاث الماضية.