رحلة الموت.. الهجرة من جبال إيران وتركيا إلى أوروبا
شبكة إخبارية تشير إلى أن الجبال الواقعة على الحدود الشمالية لإيران تحولت إلى معبر للمهاجرين الطامحين بالوصول إلى أوروبا.
تحولت الجبال الواقعة على الحدود الشمالية لإيران إلى معبر للمهاجرين غير الشرعيين الطامحين بالوصول إلى أوروبا، وأصبحت مقرا سريا لعمليات تهريب البشر، حسب ما ذكرته شبكة إخبارية ناطقة بالفارسية.
وقالت شبكة إيران واير (يديرها صحفيون إيرانيون معارضون من خارج البلاد) في تقرير لها، الإثنين، إن عمليات تهريب البشر ازدادت كذلك في تلك المنطقة الحدودية التي تربط بين إيران وتركيا.
- غموض حول مصير لاجئين إيرانيين سلمتهم أنقرة لطهران
- 130 ألف لاجئ إيراني حتى 2018.. وألمانيا الوجهة الأولى
وأشار التقرير إلى أن مخاطر عديدة تواجه المهاجرين الأجانب العابرين من هذه الحدود الجبلية شديدة الخطورة إلى جانب إمكانية القبض عليهم وترحيلهم إلى بلدانهم.
وذكر عبود، مهاجر سوري عمره 20 عاما، تفاصيل رحلة له بين الحدود الإيرانية - التركية مع مجموعة مهاجرين من جنسيات مختلفة كانوا يريدون الدخول بشكل غير شرعي إلى أحد بلدان الاتحاد الأوروبي تمهيدا لتقديم طلب اللجوء.
وقال عبود، رفض ذكر هويته الكاملة لأسباب أمنية، إن مسار رحلته بدأ من لبنان التي غادر إليها من دمشق في عام 2018، قبل أن يستقل طائرة من بيروت إلى طهران التي اختارها كنقطة إقامة مؤقتة استمرت لنحو 4 أشهر.
التقي المهاجر السوري أثناء إقامته في العاصمة الإيرانية أحد المهربين الذي اتفق معه على دفع 1300 دولار نظير توصيله خلال يومين إلى إسطنبول.
لكن الرحلة استغرقت نحو 8 أيام بسبب وعورة الطريق الجبلي على حدود إيران لدرجة أن الحيوانات البرية لا تستطيع اجتيازه، وفق عبود.
وكشف "عبود" أن مسلحين فتشوا أمتعتهم قبل أن يحصلوا على 100 دولار مقابل عبور كل مهاجر إلى داخل الأراضي التركية، ومن ثم عبروا نهرا حدوديا قبل أن يستقروا في قرية نائية تقع بمحافظة وان الواقعة شرق تركيا، وفق إيران واير.
ولفت إلى أن وجهة كل هؤلاء المهاجرين كانت أوروبا حيث حاول عدة مرات الذهاب إلى اليونان لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، حسب قوله.
وسردت فرح، اسم مستعار لفتاة سورية عمرها 17 اعاما، قصة محاولتها الوصول بصحبة أمها إلى باقي أفراد عائلتها اللاجئين في أوروبا.
واستطردت أن رحلتها، العام الماضي، التي استغرقت ما يزيد على 20 ساعة من أجل العبور بين الجبال الإيرانية إلى تركيا كانت محفوفة بالموت، على حد تعبيرها.
وقال علي الأصيل، لاجئ مقيم في هولندا، إن رحلته من إيران إلى أوروبا قبل عامين استغرقت 4 أشهر وكانت مليئة بالأحداث العصيبة.
كان اعتداء المهربون عليهم بالضرب دون تمييز بين الرجال والنساء أو الكبار والصغار، والمخاوف من الوقوع رهن اعتقال حرس الحدود أبرز المصاعب، حسب الأصيل.
ويتبادل مهربي البشر الأدوار على طول الطريق الجبلي المار بين الحدود الشمالية الإيرانية وصولا إلى حدود تركيا، حيث يعتمدون أحيانا على الخيول لتسهيل مهامهم، وفق التقرير.
وينشط تهريب البشر بشكل غير قانوني في تلك المنطقة مع مجيء فصلي الربيع والصيف، حيث أن المناطق الجبلية تكون مليئة بالثلوج الكثيفة في فصل الشتاء مما يجعل من المستحيل التنقل في هذه الظروف.
واختتم التقرير أن أبرز الدوافع وراء فرار آلاف الأشخاص سنويا من أوطانهم هي المشاكل الاقتصادية، والخوف من القمع، والرغبة في تحقيق الحريات الفردية.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز