مقتل أمريكيين وبريطاني بالعراق.. إيران تصعد وواشنطن ترد
القوات الأمريكية تشن في الساعات الأولى من صباح الخميس، غارات على معسكر لمليشيات حزب الله العراق إثر مقتل جنديين أمريكيين وبريطاني
بدا من الواضح أن إيران تصعد عسكريا مجددا عبر مليشياتها داخل العراق، بعد نحو شهرين على مقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، الذراع الخارجية لمليشيا الحرس الثوري الإيراني جراء غارة من طائرة أمريكية.
ويشير مسؤولون أمريكيون بأصابع الاتهام إلى مليشيات حزب الله العراقية المدعومة إيرانيا في شن هجوم صاروخي استهدف معسكر التاجي الواقع شمال العاصمة العراقية بغداد.
- لماذا غاب قاآني عن حضور مناسبة بمنزل مرشد إيران؟
- هوك يحذر "قاآني" من مصير سليماني حال استهداف الأمريكيين
وأسفر الهجوم الصاروخي الذي نفذ عبر إطلاق 15 صاروخا من طراز كاتيوشا عن مقتل أمريكيين وبريطاني، مساء الأربعاء، من أفراد التحالف الدولي، في حين قال مسؤولون أمريكيون لـ"أسوشيتد برس" إن أكثر من 10 أشخاص أصيبوا أيضا في الهجوم.
وشنت القوات الأمريكية في الساعات الأولى من صباح الخميس، غارات على معسكر لمليشيات حزب الله العراق إثر مقتل جنديين أمريكيين وبريطاني.
ويعد الهجوم على معسكر التاجي الـ22 من نوعه الذي يستهدف مصالح عسكرية لواشنطن داخل الأراضي العراقية، منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019، فيما شنت مليشات حزب الله العراقية هجوما صاروخيا استهدف قاعدة عسكرية في كركوك (شمال العراق)، وأدى الهجوم المنفذ بـ30 صاروخا إلى مقتل مقاول أمريكي، ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولطالما تبنت مليشيات عراقية موالية لطهران مسؤولية هجمات صاروخية استهدفت قواعد تضم جنودا أمريكيين مؤخرا.
واستهدفت القوات الأمريكية بعد يومين من هجوم كركوك نهاية العام الماضي، 5 معسكرات تابعة لمليشيات حزب الله العراقية الموالية لإيران في سوريا والعراق.
وقتل قاسم سليماني جراء غارة من طائرة مسيرة استهدفت موكبه وآخرين بينهم أبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي قرب مطار بغداد، 3 يناير/كانون الثاني الماضي، بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصف ترامب لاحقا سليماني القائد السابق لفيلق القدس الإيراني بتهديد للقوات الأمريكية في العراق، لذا جرى استهدافه، بينما تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران حيث استهدفت الأخيرة قواعد عسكرية توجد بها قوات أمريكية داخل العراق.
وأعلنت مليشيا الحرس الثوري الإيراني في 8 يناير/كانون الثاني، إطلاق صواريخ باليستية على قاعدتي عين الأسد وأربيل الواقعتين غرب وشمال العراق، ويتمركز بهما ما يزيد على 5 آلاف جندي أمريكي، ردا على مقتل سليماني.
ولم تسفر الهجمات الصاروخية الإيرانية، مطلع العام الجاري، عن مقتل جندي أمريكي واحد، غير أن واشنطن كشفت عن إصابة أكثر من 100 جندي بارتجاجات في الدماغ مؤخرا.
ويرى مراقبون أن إيران تسعى لتوظيف مليشياتها الموجودة بالعراق لتأجيج الأوضاع مجددا، حيث وصف المرشد الإيراني علي خامنئي باعتباره أعلى هرم السلطة بنظام طهران الهجمات الصاروخية التي استهدفت مواقع عسكرية أمريكية في العراق، يناير/كانون الثاني الماضي، بغير الكافية، في أول تعليق له حينها.
وأضاف خامنئي في كلمة له بمدينة قم الواقعة على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران أن هجمات عين الأسد كانت مجرد صفعة لأمريكا، ردا على مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، المصنف إرهابيا، إثر استهداف موكبه بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد بالعراق.
وعدّ المرشد الإيراني أن ما نعته بالانتقام يعد قضية أخرى، والمهم فيما يتعلق بالمواجهة هو أن العمليات العسكرية بهذا الشكل لا تعالج هذه القضية بشكل كافٍ، حسب قوله.
وزعم خامنئي أن بلاده ستسعي لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة، لافتا إلى أن حلفاء أمريكا إقليميا ليسوا أعداء لإيران طالما لم يقوموا بالتحرك لصالح من وصفهم بالأعداء، على حد تعبيره.
وفي زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني إلى العراق بعد مقتل سليماني، السبت الماضي، استهدف الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني التأكيد على هدف بلاده الرامي إلى إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، حسبما ذكرت وكالة أنباء تسنيم المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وتوعد القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قاآني بعد ساعات من تنصيبه عقب مقتل سليماني باتباع منهج الأخير في مسيرته على رأس فيلق القدس الذي يعمل ذراعا عسكرية لتنفيذ مهام، بينها اغتيالات وتجسس خارج حدود إيران، فضلا عن الإشراف على المليشيات التابعة لطهران إقليميا.
ويعرف قاآني على مدار سنوات مضت بأحاديثه العدائية التي تمثل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ودعمه مليشيات موالية لإيران بغرض تنفيذ مخططات توسعية لها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز