خامنئي يستذكر حرب الـ"8 سنوات" بوصف غير متوقع

المرشد الإيراني يصف حرب الثماني سنوات مع العراق التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، بأنها إحدى أكثر الأحداث التاريخية عقلانية

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي حرب الثماني سنوات مع العراق التي خلفت آلاف القتلى والجرحى في نهاية القرن الماضي، بأنها "إحدى أكثر الأحداث التاريخية عقلانية" في تاريخ بلاده.

جاء ذلك خلال كلمة له عبر تقنية الفيديو بحضور عدد من العسكريين الإيرانيين بمناسبة الذكرى الأربعين للحرب، اليوم الإثنين، 

وأضاف خامنئي أن الحرب مع العراق (1980- 1988) كانت ظاهرة نعتها بـ "العقلانية"، ودعا لتجنب التشويه في هذا الصدد، حسب قوله.

• مليشيات إيران "حجر عثرة" أمام الإصلاحات في العراق
• الحرب لم تنته مع إيران.. رسل الموت ما زالت تحصد العراقيين

واعتبر المرشد الإيراني أن قبول سلفه الخميني،- مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية عام 1979 -، وقف إطلاق النار الوارد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم (598) المعروف في أدبيات النظام بـ "تجرع كأس السم" كان خطوة عاقلة، وفق التلفزيون الرسمي.

ومهدت موافقة إيران على القرار الأممي رقم (598) في عام 1988 الطريق لإنهاء الحرب الإيرانية - العراقية التي استمرت ثماني سنوات.

وعرفت هذه الحرب بأنها الأطول في القرن العشرين، وسقط بها نحو مليون قتيل من الجانبين، وتعرضت المنشآت والبنية التحتية الإيرانية لأضرار بقيمة حوالي تريليون دولار.

كما قُتل أو أصيب حوالي 60 ألف جندي ومدني إيراني بواسطة الأسلحة الكيميائية في تلك الحرب، ولا تزال الآثار والإصابات قائمة لعدد كبير من الأفراد والعائلات.

وخلال السنوات الأولى من الحرب، سحب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قواته إلى ما وراء الحدود الدولية بعد هزيمة أولية وعرض وقف إطلاق النار.

ويعتقد العديد من القادة العسكريين الإيرانيين وعدد من السياسيين أنه كان ينبغي على بلادهم قبول عرض وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في وضع تكون معه إيران متفوقة عسكريا.

لكن إصرار الخميني على استمرار الحرب مع العراق حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي، كبد بلاده خسائر فادحة في القوات والعتاد والبني التحتية.

وانتقد خامنئي في كلمته ما قال إنه تشويه وطمس لمعالم لتلك الحرب التي وصفها بأنها كانت "نعمة" لأنها مهدت للاستثمارات في البلاد وجلبت المزيد من المكاسب، على حد قوله.

الجدير بالذكر أن النظام الإيراني يقيم سنويا ما يعرف باسم "أسبوع الدفاع المقدس" لإحياء ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية - العراقية، غير أن تفشي فيروس كورونا عرقل إقامة عروض عسكرية في البلاد.