مليشيات إيران "حجر عثرة" أمام الإصلاحات في العراق
المليشيات الموالية لإيران تقف حجر عثرة أمام تنفيذ وعود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإنعاش الاقتصاد المريض ومكافحة الفساد
تقف المليشيات الموالية لإيران حجر عثرة أمام تنفيذ وعود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بإنعاش الاقتصاد المريض ومكافحة الفساد وإعادة الأمن إلى البلاد بعد سنوات من الفوضى والاضطرابات.
واعتبرت شبكة دويتشه فيله الألمانية في تقرير عبر نسختها الفارسية، الخميس، أن تعهدات الكاظمي التي صرح بها منذ توليه منصبه في مايو/أيار الماضي، بتحسين الوضع وتحقيق السلام والازدهار بالعراق من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تواجه العديد من العقبات.
- هل تقطع الـ"غضبة" العراقية يد مليشيات إيران؟
- اغتيال ريهام يعقوب.. لماذا تستهدف إيران النشطاء العراقيين؟
وكان العراق ساحة معركة على مدار سنوات وهو الآن في حاجة ضرورية لإصلاحات جذرية، لكن الخصوم السياسيين وخاصة المليشيات المدعومة من إيران، يضعون الحجارة في طريق الإصلاح.
وقال عدد من كبار المسؤولين العراقيين إن المجموعات التي ترتبط مصالحها بالنظام الإيراني أصبحت مشكلة أمام الإصلاحات الحكومية في العراق، وفق التقرير.
ويرى مراقبون أن تلك المجموعات تزعزع الأمن بالعراق عن طريق إطلاق الصواريخ ضد أهداف أمنية وعسكرية والحملات الدعائية حال الاقتراب من التوصل لحلول سياسية أو اقتصادية في البلاد.
وزار رئيس الوزراء العراقي واشنطن منتصف أغسطس/آب الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعرب الكاظمي حينها عن أمله في أن تعزز رحلته إلى الولايات المتحدة وضعه سياسيا، لكن سرعان ما تصاعد العنف والتوتر منذ ذلك الحين.
في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، قصفت طائرة مسيرة مجهولة مبنى لشركة أمنية أمريكية - بريطانية مقرها العراق، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.
وكشف مسؤول أمني، رفض ذكر اسمه، أن المليشيات المدعومة إيرانيا تحمل هذه الشركة مسؤولية المشاركة بمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، الذراع الخارجية لمليشيات لحرس الثوري المصنفة كمنظمة إرهابية.
وفي وقت سابق، أصيب موظف بالأمم المتحدة في هجوم استهدف قافلة إغاثة في مدينة الموصل الواقعة شمالي العراق، وشنت مجموعات مجهولة تعرف باسم "المقاومة الإسلامية" هجمات مماثلة في مناطق مختلفة.
على الرغم من أن المليشيات داخل العراق تعمل بأقسام فرعية مختلفة إلا أنها مرتبطة جميعا بالحشد الشعبي، وهي عبارة عن مجموعة من المسلحين المتطرفين المعترف بهم من قبل الحكومة العراقية لكنهم في الحقيقة من الموالين للنظام الإيراني، حسب دويتشه فيله.
بعد مقتل سليماني جراء استهداف موكبه بغارة من طائرة مسيرة أمريكية قرب مطار بغداد بالعراق في مطلع العام الجاري، شكلت هذه المليشيات جبهة موحدة وبدأت العمل بأسماء مجهولة لإثارة الفوضى.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الهجمات على المؤسسات الأمريكية تنفذ من قبل مليشيات إيرانية مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق.
الجدير بالذكر أن مليشيات موالية لإيران شنت حملة دعائية مضادة للكاظمي بسبب عزمه السيطرة على الوحدات المسلحة في العراق.
وتهاجم هذه المليشيات عبر الإنترنت المحطات التلفزيونية المعارضة لأنشطتها داخل العراق، فضلا عن تهديد المسؤولين الحكوميين.
وقال أحمد ملا، المتحدث الرسمي باسم الكاظمي إن حكومة بغداد لا تسعى لمواجهة مباشرة مع المليشيات لكنها بدلاً من ذلك تحاول قطع التمويل عن طريق التحكم في المعابر الحدودية، في إشارة منه إلى الواردات عالية الدخل والتهريب من الحدود الإيرانية.
وبعد سنوات من الحرب والاضطرابات، يعيش العراق اليوم أزمة اقتصادية عميقة بسبب انخفاض أسعار النفط وانتشار فيروس كورونا المستجد، ويحتاج إلى إصلاح جذري لكن الحكومة تواجه مقاومة قوية.
وكان البرلمان العراقي قد أمهل وزير المالية علي علاوي مهلة حتى 24 أغسطس/آب 2020 لتقديم خطة للإصلاح الاقتصادي، لكنه فشل في ذلك بسبب الاضطرابات المستمرة.
في الأسبوع الماضي، شكل الكاظمي لجنة لمكافحة الفساد وأذن لوحدات خاصة من كتيبة مكافحة الإرهاب باعتقال حتى الأشخاص ذوي النفوذ.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز