هل تقطع الـ"غضبة" العراقية يد مليشيات إيران؟
متظاهرون عراقيون غاضبون دمروا عددا من مكاتب أحزاب موالية للنظام الإيراني في نهاية الشهر الماضي
دمر متظاهرون عراقيون غاضبون عددا من مكاتب أحزاب موالية للنظام الإيراني في نهاية الشهر الماضي، أبرزها حزب الدعوة برئاسة نور المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري.
وطال التدمير مكاتب لتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي بنطاق محافظة الناصرية الواقعة في جنوب العراق.
- اغتيال ريهام يعقوب.. لماذا تستهدف إيران النشطاء العراقيين؟
- استدعاء وزيرين سابقين للتحقيق في قتل متظاهرين بالعراق
وكشف موقع "إيران واير" المعارض الناطق بالفارسية ومقره بريطانيا في تقرير له، الخميس، استنادا إلى تسجيلات حصل عليها، أن استهداف مسلحين مجهولين للمتظاهرين العراقيين كان السبب وراء هدم وتدمير مقرات الأحزاب والمليشيات المقربة من إيران باستخدام الجرافات في محافظتي البصرة والناصرية ومناطق أخرى من البلاد.
وأضاف التقرير أن تدمير مكاتب الأحزاب في الناصرية بدأ بعد عدة ساعات من انفجار عبوة ناسفة كانت مثبتة على دراجة نارية قرب ساحة اعتصام "الحبوبي" التي تعتبر مركزا للمتظاهرين في تلك المدينة، وأسفر الحادث عن جرح 3 أشخاص.
وأضرم متظاهرون النار في مكتب البرلمان العراقي بمحافظة البصرة، في 21 أغسطس/آب الماضي، اعتراضا على حملة اغتيالات لعدد من النشطاء المناهضين للفساد ونفوذ إيران.
وعزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مؤخرا قائد شرطة البصرة وبعض المسؤولين الأمنيين بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، ورفض ما أسماه بالتواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم.
وأكد الكاظمي ضرورة قيام السلطات العراقية بكل ما يلزم لحماية أمن المجتمع من تهديدات من وصفهم بالخارجين على القانون؛ فيما عقد اجتماعا طارئا مع قيادات عسكرية وأمنية بمقر قيادة عمليات محافظة البصرة بعد عودته من زيارة إلى الولايات المتحدة.
ووصف رئيس الوزراء العراقي عمليات الاغتيالات التي استهدفت نشطاء مدنيين وسياسيين في البصرة بأنها خرق أمني خطير لن يتم التهاون معه.
واعتبر أنس العزاوي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالعراق، أن حكومة الكاظمي أمام تحد كبير لفرض الأمن ونزع السلاح من أيدي الخارجين على القانون، ومحاسبة الأفراد المتورطين في قتل المتظاهرين.
وأوضح العزاوي أن اغتيالات الناشطين في البصرة تعد انتهاكا صارخا لحق الحياة والتعبير عن الرأي التي كفلها الدستور العراقي، مستنكرا التقاعس الأمني لوقف نزيف دماء العراقيين من قبل عصابات تكميم الأفواه، وفق إيران واير.
وقال عدنان الزرفي، رئيس كتلة النصر بمجلس النواب العراقي، في تغريدة له عبر موقع "تويتر" إن "حوادث البصرة وسلسلة الاغتيالات بحق الشباب الأعزل ليست سوى إعلان حرب ضد الدولة".
وطالب البرلماني العراقي إدارة الكاظمي بتوفير الحماية للمواطنين العراقيين، وشن حملة كبرى يقودها جهاز مكافحة الإرهاب، وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة لتطهير البصرة من المجرمين الذين نعتهم بأنهم أشد خطرا من تنظيم داعش الإرهابي.
ووقعت بعض الاغتيالات في محافظة البصرة خلال الآونة الأخيرة بدأت مع تصفية الناشط تحسين أسامة، والناشطة ريهام يعقوب، بينما أطلق مسلحون مجهولون الرصاص على الناشط فلاح الحسناوي ما أدى إلى وفاتها وإصابته (الحسناوي) بجروح بالغة.
"ويعكس حرق وتدمير مقرات الكيانات السياسية العراقية الموالية للنظام الإيراني في مدن جنوب ووسط العراق مدى السخط الشعبي ضد السياسات الخاطئة وارتفاع مستوى الفقر فضلا عن قمع الحريات"، يقول غازي فيصل، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية.
ولفت فيصل إلى أن هذه الأحزاب السياسية التي دمرت مكاتبها من جانب المتظاهرين العراقيين ذات سياسات فاشلة أفقرت المجتمع، كما ورطت البلاد بحروب خارج الحدود، بالإضافة إلى تعاملها بعنف مع المتظاهرين السلميين.
وشدد أحمد الأبيض، محلل سياسي، على أن المتظاهرين العراقيين الذي دمروا مكاتب الأحزاب والمليشيات في محافظة الناصرية لديهم قناعة أن علميات الخطف والقتل ضد الناشطين سببها هذه المقرات.
وأشار تقرير "إيران واير" إلى أن طهران تخطط لإخماد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنفوذها في محافظات الوسط والجنوب في العراق، لاسيما بعد ظهور نوري المالكي (المقرب من الحشد الشعبي) في فضائية عراقية يحرض ضد المتظاهرين بمحافظة الناصرية.
وشهدت الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بأنحاء متفرقة من العراق للمطالبة بإنهاء نفوذ إيران، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2019، مقتل 600 شخص على الأقل، وإصابة آلاف آخرين.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز