"صواريخ" مليشيا إيران.. "قصف" لسيادة العراق
هجمات صواريخ الكاتيوشا التي تشنها مليشيات موالية لإيران داخل العراق لا تزال تستهدف مصالح الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي
تتواصل هجمات صواريخ الكاتيوشا، التي تشنها مليشيات موالية لإيران داخل العراق، ضد مصالح أمريكية وقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بالتزامن مع مفاوضات بين بغداد وواشنطن لبحث قضايا أبرزها مصير الوجود العسكري الأمريكي.
واعتبر موقع "إيران واير" المعارض الناطق بالفارسية من بريطانيا، في تقرير له، أن المليشيات الإيرانية هددت مرارا باستهداف المواقع العسكرية التي تضم قوات أمريكية في العراق حال عدم الاستجابة لقرار برلمان بغداد بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي، مطلع العام الجاري.
ورصد التقرير أن تلك المليشيات شنت نحو 50 هجمة صاروخية ضد عدد من المواقع داخل المنطقة الخضراء في بغداد، حيث توجد السفارات الأجنبية وبينها سفارة واشنطن.
وبدأ التصاعد في عمليات المليشيات الموالية لطهران بعد وقت قصير من مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الخارجي لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، في غارة جوية من طائرة أمريكية مسيرة قرب مطار بغداد بالعراق، 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
واقتحم مناصرون تابعون لمليشيات إيرانية الجدار الخارجي للسفارة الأمريكية في بغداد خلال تشييع جنازات رمزية لقتلى لقوا مصرعهم أثناء قصف من مقاتلات أمريكية لمواقع مليشيا كتائب حزب الله العراقي قرب الحدود بين العراق وسوريا، نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأشار توم حرب، مدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي، إلى أن تفجير القواعد العسكرية والمقرات الدبلوماسية بالعراق جزءا من عمليات التحرش الإيرانية وتصعيد للموقف المعادي للولايات المتحدة وحلفائها دون الدخول في معركة مباشرة مع أمريكا.
وتوقع حرب أن تواصل إيران إثارة التوتر عن طريق المليشيات المرتبطة بها بهدف زعزعة مصالح الدول الغربية بالمنطقة، مردفا أن الحشد الشعبي والمليشيات التابعة له تشكل الخطر الأكبر على العراق لأنهم يعملون جميعا لحساب طهران، وفق التقرير.
ومن المرجح أن تراجع واشنطن الكثير من القضايا بسبب استمرار القصف الصاروخي ضد القوات الأمريكية والمقرات الدبلوماسية في بغداد، حسب مقابلة مع فضائية "الشرقية" العراقية أجراها ماثيو تولر سفير أمريكا في العراق الشهر الماضي.
"تستهدف هذه المليشيات من خلال مواصلة القصف الصاروخي إظهار الحكومة والشعب العراقي على أنهما لا يملكان قرار الإبقاء على القوات الأجنبية أو رحيلها"، يقول أحمد الأبيض المحلل السياسي.
وتطرق التقرير إلى أن المليشيات الإيرانية داخل العراق تصعد أيضا من أجل تخفيف الضغوط الأمريكية على النظام الإيراني، وذلك تزامنا مع الاستعدادات لإقامة الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.
واتخذت أمريكا خطوات عملية على الأرض داخل العراق لصد الهجمات الصاروخية التي تشنها مليشيات موالية لإيران كان أبرزها نشر منظومة صواريخ "باتريوت" للدفاع الجوي في قاعدتي عين الأسد وحرير في الأنبار وأربيل، مارس/ آذار، ويوليو/ تموز الماضيين.
وطالت عشرات من هجمات صواريخ الكاتيوشا منذ بداية العام الجاري، منشآت عراقية تضم دبلوماسيين أو جنود أجانب فضلا عن مقر السفارة الأمريكية الواقع بالمنطقة الخضراء في بغداد.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز