محلل بريطاني: إيران تعاني عدم الاستقرار الداخلي
الولايات المتحدة والحلفاء يحتاجون لاستخدام القدرات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية لمساعدة الإيرانيين على الإطاحة بالنظام.
رأى الكاتب بيتر هويسي، مدير دراسات الردع الاستراتيجي بمعهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي البريطاني، أن أمريكا وحلفائها أمامهم الآن خيار إمام مساعدة الإيرانيين في إنهاء حكم نظام الملالي الإيراني أو سيشاهدون بزوغ نجم طهران كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط تعادي مصالح وأمن الجميع.
وقال هويسي خلال مقال له عبر موقع "ذا هيل" الأمريكي، إن الولايات المتحدة والحلفاء يحتاجون لاستخدام القدرات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والتجارية من أجل مساعدة الإيرانيين على الإطاحة بالنظام.
وأشار إلى تظاهر آلاف الإيرانيين في كثير من المدن والبلدات ضد المحن التي يقف ورائها النظام، لافتًا إلى انهيار العملة الإيرانية وتزايد هرب رؤوس الأموال وتمرد الطبقة الوسطى والأقليات، إضافة إلى تسارع وتيرة قمع الحكومة، متضمنة السجن والضرب والإعدام دون محاكمة والاعتقالات التعسفية.
وأوضح أن العقوبات الأمريكية الحالية أرهبت كثير من الشركات متعددة الجنسيات من الاستثمار في إيران، ونتيجة لذلك، يعاني قطاع النفط والغاز الذي يعتبر حجر الزاوية في الاقتصاد الإيراني.
وتسائل الكاتب خلال مقاله عن الخطة التي يمكن اتباعها لتحقيق الأهداف المرجوة، مجيبًا عن هذا بضرورة حرمان إيران من إمكانية الوصول إلى جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت)، حتى لا يمكنها بيع وشراء النفط.
كما أشار إلى أنه يجب حظر صادرات النفط الإيراني، مع اتخاذ خطوات فعالة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لوضع بديل لإنتاج النفط، فضلًا عن ضرورة إخراج طهران من المحافل الدولية وإغلاق سفاراتها في نفس الوقت مع شن حملة دبلوماسية عامة لدعم الإيرانيين في كفاحهم من أجل الحرية.
وتطرق الكاتب إلى نقطة متعلقة ببرنامج ممول بصورة كاملة لوقف التصحر وتحسين إمدادات المياه للناس في إيران الجديدة يكون مخططًا على أيدي أمريكا وحلفائها، إلى جانب تنفيذ حملة إلكترونية ضد البرنامج النووي الإيراني ومرافق تصنيع الصواريخ، مؤكدًا ضرورة تكثيف أمن الحدود لضمان عدم وصول التهديدات الإيرانية إلى داخل الولايات المتحدة.
وأكد بيتر هويسي في مقاله، أن إيران ليست ديمقراطية حقيقية؛ فلا يوجد في السلطة أشخاص معتدلين، كما أنها لا تسعى لوفاق مع الغرب ولا تتخلى عن سعيها وراء الأسلحة النووية.
وفي ضوء تلك الحقائق، رأى الكاتب في مقاله، ضرورة التخلص من السياسة الإيرانية الموروثة، لكنه لفت إلى أن تغيير السياسة الأمريكية الإيرانية لن يكون سهلًا؛ فمنتقدي سياسة الإدارة الجديدة يقولون إن مقترح تغير سلوك النظام أضغاث أحلام ويتطلب "استسلام" إيران.
وأشار هويسي إلى أن سياسة عدم التدخل ربما تبدو جذابة ومسار مغري لاتباعه، لكنه تسائل عما سيحدث حال أصبحت إيران المهيمنة في الشرق الأوسط.
وأجاب عن تساؤله قائلًا إن مثل هذا الوضع سيجعل إيران لاعبًا رئيسيًا في إنتاج وبيع ما يقدره البعض بـ70% من الهيدروكربون في العالم، مما سيطعي الملالي نفوذ هائل على اقتصاد جميع البلدان الصناعية.