مسؤول إيراني يلوح بتغيير «العقيدة النووية».. عائق واحد وشرط أخير
لوح مسؤول إيراني بارز بتغيير العقيدة النووية لبلاده، في خضم حرب في الشرق الأوسط دفعت طهران لمواجهة مباشرة مع تل أبيب.
وبعد سنوات من المواجهة غير المباشرة تبادلت طهران وإسرائيل القصف الصاروخي في تحول عميق لطبيعة المواجهة بين البلدين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، تنفيذ ضربات "دقيقة وموجهة" على مواقع تصنيع صواريخ، وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران عليها مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووسط حالة ترقب الرد الإيراني لوح كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، بأن طهران لا ترى صعوبة في تغيير عقيدتها النووية حال وجود خطر وجودي.
اختراق دائرة النار
ورغم تفعيل قنوات الدبلوماسية غير المباشرة بين طهران وحلفائها من جهة، وإسرائيل والغرب من جهة ثانية في محاولة لكسر دائرة النار، فإن طهران لا تترك مناسبة إلا وتؤكد من خلالها أنها ماضية نحو "رد قوي" على الهجوم الإسرائيلي.
ووسط هذه الإشارات تتعمد طهران التلويح بتغيير عقيدتها النووية في مواجهة هذه الأخطار الوجودية، وفي أحدث جولات "حرب التصريحات" توعد خرازي بأن تزيد طهران نطاق صواريخها الباليستية، في تصريح لقناة "الميادين" اللبنانية.
جدار فتوى خامنئي
وأضاف خرازي أنه من الممكن أيضا "تغيير عقيدة إيران النووية إذا واجهت الأمة تهديدا وجوديا"، وتابع" نحن الآن نملك القدرات الفنية اللازمة لإنتاج السلاح النووي، وفتوى قائد الثورة هي فقط ما يمنع ذلك".
وصدرت فتوى تحريم صناعة، واستخدام الأسلحة النووية من قبل المرشد الأعلى خامنئي عام 2003، وبعد عامين أعلنتها الحكومة الإيرانية في بيان رسمي في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
تطورات البرنامج النووي
تصريحات خرازي ضاعفت من حجم مخاوف اتساع رقعة الصراع، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها الحديث عن تغيير العقيدة النووية.
ففي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دعا نواب إيرانيون لإعادة النظر في العقيدة النووية السلمية، لمواجهة التهديدات الإسرائيلية لطهران.
التطور اللافت في الملف النووي الإيراني، من الأنباء التي تواترت في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حول تسجيل أجهزة الرصد زلزالا بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر في مقاطعة "أرادان" بمحافظة "سمنان" في شمال إيران. وراجت آنذاك أن الهزة الأرضية ناتجة عن تجربة نووية، وسط تقارير عن تقدم البرنامج النووي الإيراني بشكل يسمح لها بامتلاك سلاح نووي في وقت قصير.
الحديث عن تغيير العقيدة النووية الإيرانية لا يمكن عزله عن تطورات البرنامج النووي الإيراني، ووفق تقرير سابق لمعهد واشطن لدراسات الشرق الأدنى فإن طهران خفضت مخزونها من اليورانيوم المخصب 60% خلال الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حتى فبراير/ شباط 2024، غير أن هذه النتيجة حجبت الصورة الأكبر التي ليست وردية على الإطلاق، حسب وصف المعهد.
قنبلة نووية في أسبوع
وذكر التقرير أن إيران خفضت مخزونها الإجمالي من المواد المخصبة، بينما ضاعفت "معدل" إنتاجها من اليورانيوم بنسبة 60%.
وأرجع التقرير ذلك إلى أن طهران "خفضت تركيز" بعض هذه المواد في الوقت عينه إلى 20%، ما أدى إلى إنشاء مخزون كبير من المواد التي يمكن تعزيزها من جديد إلى 60% أو أكثر بسرعة كبيرة نسبياً، لنشر النظام المتزايد لأجهزة الطرد المركزي المتطورة.
و"تتمثل النتيجة النهائية لهذه الخطوات في أن إيران أصبح بإمكانها الآن إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية واحدة في أسبوع واحد، وما يكفي لإنتاج سبعة أسلحة نووية في شهر واحد"، حسب معهد واشنطن.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز