بين صورتي "سليماني والحسين" و"المرشد بالقدس".. إيران تتاجر بالمقدسات
الثورة الإيرانية لم تفعل أي شيء منذ عام 1979 وحتى الآن، سوى دعم الانفصال والانقسام بين الشعب الفلسطيني
نشر الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي صورة تعبيرية للإمام حسين بن علي رضي الله عنه، وهو يحتضن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي قتل فجر الجمعة في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد.
الصورة أعادت للأذهان صورة تخيلية للمرشد الإيراني في القدس، الأمر الذي يؤكد أن النظام في طهران لا يجيد سوى استغلال المقدسات الدينية والمتاجرة بها، فتارة يحاول إيهام العقل الجمعي للشعب لإيرانيين بأنه ما حدث لسليماني يشبه تماماً ما حدث للإمام الحسين بن علي والعباس بن علي (الأخ غير الشقيق للإمام الحسين) رضي الله عنهما في معركة كربلاء.
وتارة أخرى يدغدغ النظام في طهران المشاعر بإطلاق يوم للقدس، مستغلا القضة الفلسطينية في كسب العواطف وتجنيدها لصالح المشروع الإيراني التوسعي، فعلى مدى 40 عاما منذ اندلاع ثورة الخميني لم تقدم إيران شيئا يذكر لقضية القدس، وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم يسقط لها قتيل واحد بسبب إسرائيل.
ولم تفعل الثورة الإيرانية أي شيء منذ عام 1979 وحتى الآن سوى دعم الانفصال والانقسام بين الشعب الفلسطيني، عبر دعمها حركة حماس على حساب حركة فتح، ودعم الانقسام بين شرائح الشعب الفلسطيني.
ولم يخرج الدور الإيراني عن تجنيد المئات من الشباب الفلسطيني والعربي في حركات إرهابية مسلحة في عدد من الدول العربية مثل لبنان واليمن والعراق والبحرين والكويت وسوريا، لدعم الانقسام في الدول العربية، أو السيطرة السياسية عليها، كما حدث في العراق، التي أصبح للمليشيات الإيرانية العاملة بها دور كبير في سياسة الدولة.
وعلى الطرف الآخر من المعادلة نجد ما يسمى بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي تأسس خلال الحرب "العراقية الإيرانية" والمصنف في قائمة الإرهاب.
وخاض "فيلق القدس" مواجهات على عدد من الجبهات في العراق وأفغانستان وباكستان وسوريا واليمن ولبنان، لكنه لم يفتح أي مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعمدت إيران إلى استخدام فيلق القدس من أجل تحقيق أهداف السياسة الخارجية الإيرانية، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز