ميليشيا "فيلق القدس" الإيرانية لا تصل وجهتها أبدا

قادة طهران عمدوا إلى هندسة وقف إطلاق نار دائم جنوب سوريا يدخل حيز التنفيذ الأحد بينما ألهبوا حماس عناصر فيلق القدس بخطابات رنانة.

فيما كان قادة ميليشيا فيلق القدس في طهران يخاطبون الحشود في احتفالات اليوم العالمي للمدينة أواخر الشهر الماضي، عمدوا إلى هندسة عملية تبريد جبهة الجنوب السوري حيث نقاط التماس مع مرتفعات الجولان المحتلة، الوجهة التي لم يصل إليها الفليق المزعوم لـ"تحرير القدس" رغم مرور سنوات على الأزمة السورية.

• قاسم سليماني يستعرض مكاسبه في تخريب سوريا والعراق
• الاستخبارات الأمريكية تكشف عن عدد الميليشيات الإيرانية بسوريا

ووصلت عملية التهدئة في الجنوب السوري إلى غايتها قبل إفشال محادثات "أستانة 5" التي جرت أوائل الشهر الجاري بهدف التوافق على "مناطق عدم التصعيد"، ولم يتبق من جدول أعمال جولتها الخامسة إلا إقرار وقف إطلاق النار في القنيطرة، والذي يدخل الأحد حيز التنفيذ.

وكان جيش النظام السوري قد أعلن نهاية الأسبوع قبل الماضي، عشية انطلاق مباحثات الأستانة استعداده إقرار وقف إطلاق النار في الجنوب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن عدد من المصادر الموثوقة إنه من المرتقب "بدء سريان وقف إطلاق نار في الجنوب السوري الأحد 9 يوليو/تموز، وذلك بضمانة أمريكية – روسية"، وموافقة إيرانية ضمنية.

ويشمل اتفاق وقف إطلاق النار محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.

وكشف المرصد عن أن الاتفاق يهدف إلى "تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري وإنهاء الأعمال القتالية" يقوم على وقف إطلاق النار على خطوط التماس بين الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها (المليشيات الإيرانية)، وانسحاب الأخيرة من هذه الخطوط إلى ثكنات تابعة للنظام، وتجهيز مناطق لعودة اللاجئين من الأردن تباعا إلى جنوب سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق التي تلتزم بوقف إطلاق النار.

ومنذ تأسيسه خلال الحرب العراقية الإيرانية خاض فيلق القدس الإيراني، المصنف في قائمة الإرهاب، حروبا على عدد من الجبهات في العراق والبوسنه والهرسك، وانتفاضة هرات في أفغانستان، وصراع بلوشستان في الجنوب الباكستاني، كما شارك في الأزمة السورية لكنه لم يفتح الجبهة الإسرائيلية قط.

ووفق تقرير وكالة "أسوشييتد برس"، عمدت إيران إلى استخدام فيلق القدس التابع للحرس الثوري من أجل تحقيق أهداف السياسة الخارجية الإيرانية، ما أدى إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب وكالة الأنباء الروسية، إن أهم ما اتفقت روسيا والولايات المتحدة عليه (خلال أول لقاء بين الرئيس الروسي فلادميير بوتين ونظيره الأمريكي تونالد ترامب، الجمعة على هامش قمة العشرين) هو "الاتفاق على خارطة خط التماس" بين الفرقاء المتنازعين في جنوب غرب سوريا.

ومن المفروض أن يقوم الطرفان الروسي والأمريكي باتخاذ مزيد من الإجراءات لتعزيز الهدنة المتفق عليها. وبيّن المسؤول الدبلوماسي الأمريكي أن الإجراءات المطلوب اتخاذها ستشتمل نشر المزيد من المراقبين في المنطقة.

وأفاد مراسل "سبوتنيك" أن الصحفيين سألوا المسؤول الدبلوماسي الأمريكي لماذا وافق الرئيس السوري بشار الأسد على الهدنة التي يمكن أن تؤدي إلى تقوية المعارضة. وقال المسؤول الأمريكي ردا على هذا السؤال إنه يريد أن يترك الأسد يتحدث عن دوافعه.

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الهدف من اتفاق الهدنة وقف العنف ووضع حجر الأساس للنقاش السياسي حول إنهاء النزاع.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح في وقت سابق بأن روسيا والولايات المتحدة مستعدتان لإعلان وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا ابتداء من التاسع من يوليو/تموز، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن تتعهدان بضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وتصطدم المعطيات على الأرض مع ما كان خبراء إيران الاستراتيجيون يرددونه خلال الأسبوعين الماضيين. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية الدولية على لسان من وصفته بالخبير العسكري قوله ردا على تبريد الجنوب: "عندما نتحدث عن المنطقة الجنوبية لا بد من التمييز بين أمرين؛ بين مدينة درعا بالتحديد، وما بين أن تمتد لتشمل منطقة القنيطرة وعندما نقول القنيطرة نعني الجبهة مع الكيان (..) وأنا أستبعد أن يتم هذا الأمر (..) أستبعد أن تقبل سوريا وإيران بهذا الأمر".

لكن يبدو أن طهران تقبل ليس فقط بوقف لإطلاق النار وإنما بنشر قوات أمريكية في نقاط التماس الأكثر حساسية مع الجولان.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن إسرائيل اعترضت على نشر قوات عسكرية روسية في مناطق تخفيف التصعيد جنوبي سوريا، وهي تفضل نشر قوات أمريكية في هذه المناطق.

ووفقا للصحيفة، اقترحت روسيا نشر قواتها في الجنوب السوري، لكن إسرائيل رفضت الاقتراح الروسي وطالبت بنشر قوات أمريكية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي سمع الطلب الإسرائيلي وأنه يدرس الموضوع مع إدارته ووزارة الدفاع الأمريكية.