انطلاق أعمال المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس بحضور شخصيات سياسية عالمية وعربية وعشرات الآلاف من أنصار المعارضة الإيرانية.
في العاصمة الفرنسية باريس، تنطلق، اليوم السبت، أعمال المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية بحضور شخصيات سياسية عالمية وعربية ومشاركةِ عشرات الآلاف من أنصار المعارضة الإيرانية.
وبدأت الفعاليات التحضيرية للمؤتمر الذي تمتد نشاطاته على مدار ثلاثة أيام متتالية، الجمعة، بندوة تحت عنوان "إلى أين تتجه إيران"، بمشاركة شخصيات سياسية من مختلف انحاء العالم.
شمل المؤتمر عدة ندوات وتولى إدارة الندوة الأولى السفير لينكولن بلومفيلد، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون العسكرية سابقاً وبمشاركة كل من: جون بيرد، وزير خارجية كندا السابق، السيناتور الأمريكي ونائب الرئيس المرشح جوزيف ليبرمان، الجنرال جك كين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية السابق، والسفير روبرت جوزيف، المبعوث الخاص للولايات المتحدة المعني بعدم الانتشار النووي، وبرونو ترتره، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الفرنسية من فرنسا.
- المعارضة الإيرانية: الملالي يسرقون الشعب لتمويل الإرهاب وتوسيع النفوذ
- خامنئي ورفسنجاني مسؤولان عن مجزرة 1988
وخلال المؤتمر بحثت شخصيات أمريكية وكندية وأوروبية وعربية مستقبل نظام ولاية الفقيه في إيران في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية، في ندوة نوعية حملت عنوان "إلى أين تتجه إيران؟"، والتي عقدت قبل يوم من انعقاد المؤتمر الكبير الذي من المقرر أن يحضره عشرات الآلاف من مناصري المعارضة الإيرانية، غداً السبت.
وفي الجزء الأول، فإن السفير لينكولن بلومفيلد، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون العسكرية سابقاً، قال خلال افتتاح الجلسة، إن "فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عقوبات على طهران بسبب إطلاق الصواريخ الباليستية كان خطوة أولية للحد من سلوك النظام الإيراني".
وتوقع أن تكون هناك المزيد من الخيارات لمواصلة الضغط"، كما أكد أن "هناك توجهاً أمريكياً لمراجعة الاتفاق النووي".
من جهته، قال سيناتور جوزف ليبرمان، إن "المرشد الأعلى في إيران هو الذي يقرر كل شيء وليس روحاني"، نافياً وجود "معتدلين" في النظام الإيراني.
وأضاف: "ما يجري في إيران خطير على أمننا ومستقبلنا.. إيران تحاول إقامة برنامج صاروخي لتهديد أوروبا والولايات المتحدة والمنطقة ويجب أن نفكر بردع هذا الشر وليس هناك حل إلا بإسقاط هذا النظام".
وأكد أنه "يجب دعم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني من قبل الجميع يجب هناك سياسة لإيقاف الأعمال الشريرة لهذا النظام".
وأردف ليبرمان، أن "علينا أن نفكر بكيفية تغيير النظام في إيران بشكل خاص ولكن لا يجب فرض تغير عسكري بالقوة، لكن يجب أن نفكر كيف ندعم الشعب الإيراني، علينا أن نتواصل مع الشتات الإيراني والإيرانيين في المنفى ومع الداخل الإيراني والإيرانيين في الولايات المتحدة علينا أن نقنعهم بقضية الأمن".
من جهته، قال جون بيرد، وزير خارجية كندا السابق، إن سياسة إدارة أوباما لعبت دوراً كبيراً في توسع وهيمنة النظام الإيراني".
- المعارضة الإيرانية تنسق مع واشنطن وطهران قلقة
- المعارضة الإيرانية: خسائر طهران وراء الهجوم الكيماوي في خان شيخون
الخليج يواجه التمدد الإيراني
أما الجنرال جاككين، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية السابق، فقال إن قادة الخليج وحكوماتهم وبشكل خاص ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ، يقودان سياسة من أجل وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة خاصة في اليمن .
وأشار في كلمته إلى "نشر إيران للإرهاب في العراق وقتلها عدداً كبيراً من الأمريكيين هناك وكذلك تدخلها في سوريا ومن خلال التحالف مع روسيا لإنقاذ نظام الأسد وحالياً الإيرانيون يشرفون على القوات البرية والجوية السورية".
وأضاف: "الإيرانيون جلبوا المليشيات بحجة محاربة تنظيم داعش، لكنهم ساهموا في انتشار الإرهاب وقتل المدنيين وجعلوا تغيير الوضع في سوريا صعباً للغاية".
وأشار كين إلى أن "هناك قلقاً من سيطرة إيران على سوريا بعد دحر داعش وتشكيل هلالها الذي تعمل عليه منذ سنوات ويجب أن تفهم إدارة الرئيس دونالد ترمب هذا التهديد والنفوذ والتوسع الإيراني".
إيران لا تحترم الاتفاق
من جهته، قال السفير روبرت جوزيف، المبعوث الخاص للولايات المتحدة المعني بعدم الانتشار النووي، أنه "على العالم أن يتخذ موقفاً لإيقاف البرنامج الصاروخي للنظام الإيراني".
وشدد على أن البرنامج النووي الإيراني سيكون أكثر قوة بعد سنوات بسبب الاتفاق الذي أبرمه أوباما معهم الإيرانيين الذين لا يحترمون ما جاء في الاتفاق حيث يعتمد نظام طهران الخداع".
وأضاف: "ليس هناك خيار سوى العقوبات لكن بنفس الوقت لم تؤد هذه العقوبات إلى إضعاف النظام ولذا يجب أن يتم التغيير في إيران بشكل آخر".
كما أكد أن "إيران مولت الإرهاب في سوريا والعراق واليمن بالأموال التي أفرجت عنها أمريكا بموجب الاتفاق النووي، وأرى أنه يجب دعم أطياف المعارضة الإيرانية لإحداث التغيير داخل إيران".
إيران تؤجج الصراعات الطائفية
أما برونو ترتره، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الفرنسية من فرنسا، فأكد على أنه "لإيران دور كبير في الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة التي أنشئت المليشيات".
وأضاف: "إيران تعمل ضد المصالح الفرنسية منذ الثمانينيات وارتكبت عمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية".
وشدد على أن "إيران تدعي أنها تحارب داعش لكنها في الواقع تخدم داعش من خلال مناصرة الأسد لأنها تناصر استمرار الصراع الطائفي".
إيران لم تغير سلوكها
أما الجزء الثاني من الندوة فتناول "دور إيران في المنطقة" وأداره الدكتور فيدال كوادراس، نائب رئيس البرلمان الأوروبي السابق، وقال في كلمته، إن "مطالب تحسين سلوك النظام الإيراني والتزامه بحقوق الإنسان والانفتاح على الغرب عقب الاتفاق النووي أصبحت مجرد أوهام".
وأكد كوداراس، أن "إيران مستمرة بسياستها للهيمنة على المنطقة والسيطرة على سوريا والعراق واليمن وأن دول الخليج مهددون أيضاً من النظام الإيراني".
وشدد على أن "الصراع ليس هدفاً حقيقياً فقط للنظام الإيراني بل إنه حجة بشكل ما لكي يبرر حضوره بشكل كثيف في المنطقة مع قوات الأسد قوات ايرانية هنا تبرر وجودها".
وأردف أن "حزب الله هناك ومليشيات شيعية يأتي بها النظام وهدفهم في النهاية على المنطقة. وجعل العراق واليمن وسوريا كدول تابعة للنظام الايراني. وهذا يخلق توترات كثيرة في المنطقة وخاصة في دول الخليج الذين لهم الانطباع ويشعرون بأنهم مهددون بهذه الاستراتيجية من قبل النظام الإيراني. كل المنطقة هناك شكوك كثيرة وهناك مخاطر كبيرة".
وتطرق آدام ارلي، السفير الأمريكي السابق في البحرين، في كلمته، إلى أن "إيران تدرب وتجهز المليشيات لتقاتل بالنيابة عنها في العراق وسوريا والمنطقة، لكن في الواقع حربهم دفاعية للحفاظ على وجودهم وهذا دليل ضعف".
إيران دعمت الإرهاب في الجزائر
من جهته، قال سيد أحمد غزالي، رئيس وزراء الجزائر السابق، إن "إيران دعمت الإرهاب في الجزائر ولذلك تم قطع العلاقات معها في التسعينيات" وأكد أن النظام الإيراني يريد موطئ قدم له في الجزائر".
وأضاف غزالي، أن "النظام الإيراني يستخدم الطائفية لتأجيج الصراعات في المنطقة وأن التهديد الحقيقي للسلام في العالم يأتي من هذا النظام".
وقال: "كما قال صدام حسين إنه قام باحتلال الكويت من أجل فلسطين، يقول الإيرانيون الآن بأنهم يتدخلون في العراق وسوريا واليمن تحت ذريعة الدفاع عن فلسطين أيضاً".
إلى ذلك، ذكر ميكائيل برجنت وهو محلل استراتيجي حول الشرق الأوسط في معهد هادسون، أن الحرس الثوري الإيراني كثف من تدخلاته في اليمن والعراق وسوريا وذلك بفضل الأموال التي منحتها إدارة أوباما لهم وتذهب لمليشيات إيران في المنطقة من الحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية وغيرها.
أما ستراون ستيفنسون، الرئيس السابق لبعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، فقال إن النظام الإيراني "الأب الروحي للإرهاب" في المنطقة ودعا إلى وضع الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
القوى الديمقراطية في إيران
الجزء الثالث من المؤتمر التمهيدي لمؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس والذي عقد تحت عنوان "الوضع في إيران ودور المعارضة" قال كينت بلاكويل، السفير الأمريكي السابق في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن "على الولايات المتحدة أن تتعامل مع القوى الديمقراطية في إيران".
إيران نشرت الطائفية
من جهته، قدّم الدكتور محمد السلمي، الباحث في الشأن الإيراني من المملكة العربية السعودية، نبذة عن معدلات الفقر والحرمان والبطالة والإدمان على المخدرات وقال إن النظام الإيراني منشغل بتمويل ودعم الإرهاب بدل حل مشاكل شعبه".
وأكد السلمي أن الشيعة والسنة كانوا متعايشين في دول المنطقة قبل مجيء نظام ولاية الفقيه بدأت الصراعات الطائفية بسبب هذا النظام".
من جهتها، قالت ليندا تشافيز، مؤسسة ورئيسة مركز تكافؤ الفرص، أن "الكوبيين في أمريكا كان لهم نفس أوضاع المعارضة الإيرانية في المهجر، لكن النزاعات الداخلية فرقتهم وهذا الوضع مشابه للوضع الإيراني، حيث إن هناك تيارات أخرى داخل إيران يجب التعامل معها".