الدنمارك تحارب تمويل الإرهاب.. قطر وإيران في المصيدة
تشديد الرقابة على المساعدات الخارجية المُقدَمة لتمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية لمنع استخدامها في دعم الإرهاب.
تعتزم الدنمارك تشديد الرقابة على المساعدات الخارجية المُقدَمة لتمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية، في خطوة وصفت بأنها تستهدف سد أبواب خلفية تتخذ من العمل الخيري غطاء لتمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية والتيارات المتطرفة في الدنمارك، ويبدو أن النصيب الأكبر من هذه الإجراءات سينال الدوحة وطهران.
ومع ثبوت تورط النظامين القطري والإيراني في دعم جماعات إرهابية عبر بوابة الأعمال الخيرية والمساعدات وتمويل إنشاء مراكز إسلامية أو مساجد، تعيد كثير من الدول الأوروبية نظرتها لإجراءاتها الخاصة بتمويل الأعمال الخيرية والأنشطة الخاصة ببناء المساجد، لتجفيف أي منابع محتملة للإرهاب.
- قادة يمنيون: قطر وإيران وجهان لخيانة واحدة للإضرار بالسعودية
- التحالف الإسرائيلي الإيراني القطري إلى أين؟
وأعلنت وزيرة الهجرة والاندماج الدنماركية إنجر شتوبيرج، الأربعاء، عزم كوبنهاجن اتخاذ إجراءات حول الدعم الخارجي المُقدم للمجتمعات الدينية في الدنمارك، وأن التدابير الجديدة المُزمع اتخاذها تستهدف الجماعات الدينية الأصولية والمساجد عبر منع الدعم المالي الذي تتلقاه من الخارج.
جاء القرار بعد يوم من دعوة حزب الشعب الدنماركي لوقف التبرعات والتمويل الخارجي لبناء المساجد في البلاد.
ويري مراقبون أن كوبنهاجن تتخوف من الدعم القطري – الإيراني للمساجد الكبرى في الدنمارك؛ حيث موَّلَت قطر تأسيس أول مسجد بمئذنة في البلاد الذي تم افتتاحه عام 2014، وسط مُقاطعة من الشخصيات الوطنية الدنماركية.
والأمر نفسه بالنسبة لإيران؛ حيث تتخوف كوبنهاجن أيضا من الدعم الإيراني للمساجد الدنماركية، في ظل تورط طهران في دعم وإيواء جماعات إرهابية وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة خاصة سوريا واليمن ولبنان والعراق.
ويبدو أن المجتمع الدنماركي الذي يُشكل الإسلام الديانة الثانية فيه بعد المسيحية الإنجيلية، ويصل نسبة المسلمين به 7%، البالغ عددهم نحو 5.7 مليون نسمة، وفق بيانات رسمية، يعيش الكثير من القلق حيال بناء المساجد وتقديم الدعم لها.
كما شكلت كوبنهاجن مجموعة سُميت بـ"مجموعة العمل"، في مايو/أيار من العام الماضي، تضم الحكومة والحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الشعب الدنماركي وحزب الشعب المحافظ، وذلك إثر سلسلة وثائقية من إنتاج القناة التليفزيونية "TV 2"، الدنماركية، تحت عنوان "المساجد وراء الحجاب" والتي أظهرت حالات سوء معاملة من قبل الأئمة في المساجد.
ويقوم مسجد "خير البرية"، الذي شيد بتكلفة عشرين مليون يورو دفعتها قطر، على مساحة 6700 متر مربع، ويضم بالإضافة إلى ساحة الصلاة مركزًا ثقافيًا واستديو تلفزيونيًا وقاعة رياضة.
وتواجه قطر منذ 5 يونيو/ حزيران الجاري مُقاطعة من عدد من الدول العربية والإسلامية أبرزها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على خلفية تمويل قطر لجماعات مُصنفة إرهابية، والتورط في إثارة الفوضى في عدة دول عربية، وإيواء عناصر إرهابية، على رأسها منتمون لتنظيم الإخوان الإرهابي.
طهران بدورها قدمت عام 2015، تمويلًا لإنشاء مسجد "الإمام علي" الذي يُقدم الخدمة للمسلمين الشيعة في الدنمارك.
جدير بالذكر أنه قبل أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية عام 2005، لم تعترض كوبنهاجن على الدعم القادم من منظمات قطرية وأشخاص قطريين، يقدر بالملايين.
وأسهمت أحداث الرسوم المسيئة تلك في انتشار التطرف خاصة بعد ما أحدثته من حالة غضب في الأوساط الإسلامية؛ حيث أصدرت محكمة دنماركية عام 2012 أحكاما على 4 أشخاص بالسجن 12 عاما بعد إدانتهم بالتخطيط لاغتيال موظفين بصحيفة "يلاندز بوستن".
وسعت الدنمارك لاحتواء غضب المسلمين فيها عقب أزمة الرسوم المسيئة؛ فرحبت عام 2010 بإنشاء أول مسجد كبير بمئذنة مرتفعة، الذي سُمي فيما بعد بمسجد "خير البرية" في العاصمة كوبنهاجن.
يُشار إلى أن الدنمارك، تضم أكثر من 200 مسجد، أغلبها قاعات للصلاة وليست على الشكل التقليدي المعروف للمساجد.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز