إيران سر فشل مفاوضات الاستانة في التوصل إلى نتائج
أحد أسباب فشل "أستانة 5" في الاتفاق على مناطق خفض التوتر في سوريا، اعتراض المعارضة على أن تكون إيران خصما وحكما
انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات السورية التي استضافتها العاصمة الكازاخية "أستانة" دون أن تثمر عن جديد، واكتفت الدول المشاركة "روسيا- إيران- تركيا" بإحالة القضايا الخلافية إلى لجان فنية، والاتفاق على اجتماع آخر نهاية الشهر المقبل.
بوادر فشل هذا الاجتماع ظهرت قبل أن يبدأ، حيث تحفظ كثير من فصائل المعارضة السورية على مشاركة إيران كطرف ضامن للهدوء والاستقرار في مناطق تخفيف التوتر، التي كانت المفاوضات تسعى لإقرارها.
ورأى المقاطعون أن ممارسات إيران العدائية، التي تخدم النظام السوري، لا يمكن أن تجعلها في الوقت ذاته حكما عادلا بين النظام وفصائل المعارضة، وأكدوا أن موقف مقاطعة أي فعالية تحضرها إيران ثابت ولن يتغير في الجولات القادمة من المفاوضات.
- الاستخبارات الأمريكية تكشف عن عدد المليشيات الإيرانية بسوريا
- قاسم سليماني يستعرض مكاسبه في تخريب سوريا والعراق
وذهبت بعض الفصائل إلى ما هو أبعد من ذلك، وقالت: "إن الذي يقبل بمشاركة إيران بعد كل الذي يجري، هو ممثل لنفسه وليس له من رصيد الثورة ولا يحق له الحديث باسم أهلها".
وهكذا لم تكن فصائل المعارضة المشاركة في مفاوضات "أستانة 5" معبرة عن كل الأطياف، ولم تأتِ مواقفها مغايرة عن الموقف المسبق الذي اتخذته الفصائل المقاطعة، حيث اعترضت خلال المفاوضات على أن تلعب إيران دور الضامن أو المراقب، وهو ما رد عليه النظام السوري بالاعتراض على أن تقوم تركيا "المقربة من المعارضة" بالدور نفسه، وكانت المحصلة النهائية أنه "لا جديد تحت شمس أستانة 5".
واتفقت موسكو وطهران وأنقرة، في مايو/آيار الماضي، على إقامة 4 مناطق لخفض التصعيد في خطوة اعتبرت انفراجا في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 6 سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 320 ألف شخص، فضلا عن نزوح ولجوء الملايين.
وكان من المفترض أن تسفر "أستانة 5 " عن حدوث توافق على تفاصيل مناطق خفض التصعيد، والجهات المسؤولة عن مراقبة حدوث أية خروقات، ولكن لعبت إيران دورا شيطانيا في إغراق المفاوضات في شيطان التفاصيل، ليقول رئيس الوفد الروسي إلى أستانا ألكسندر لافرينتييف في نهاية المفاوضات "إن الوثائق المتعلقة بكيفية تطبيق اتفاق إقامة مناطق خفض التصعيد تحتاج إلى المزيد من العمل رغم التوافق المبدئي عليها".
وأعلن وفد المعارضة المسلحة عن بعض التفاصيل الخلافية وهو الرغبة في فصل الجبهة الجنوبية عن الشمالية في اتفاق مناطق خفض التوتر.
وقالوا إنهم أبلغوا رئيس الوفد الأمريكي في أستانة مساعد وزير الخارجية الأمريكي ستو جونز، بخطورة ذلك؛ لأنه قد يؤدي لخطر كبير على وحدة فصائل المعارضة.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز