إيران تدخل سباق خطب ود الأكراد بشمال سوريا
إيرانيون شاركوا وفدا روسيا في زيارة إلى مدينة عفرين لدعم الأكراد أمام التهديدات التركية بشن هجوم جديد
زار وفد روسي إيراني مدينة عفرين بريف حلب الشمالي في سوريا بالتزامن مع تزايد احتمالات وقوع مواجهات بين الجيش التركي والأكراد هناك.
وبحسب تصريحات للسياسي الكردي ريزان حدو المتواجد في مدينة عفرين ذات الكثافة الكردية لوكالة "تسنيم" الإيرانية فإن هدف زيارة الوفد هو "إطلاع المعنيين على آخر المعطيات الواردة من اجتماع أستانة"، باعتبار أن روسيا وإيران ضمن الدول "الضامنة" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مفاوضات أستانة.
كما هدف الوفد إلى مناقشة الأوضاع في ريف حلب الشمالي وعفرين ونتائج القصف التركي للمدينة بحسب المتحدث ذاته.
كما قال حدو إن "هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود الروسية المعلنة الداعية لضرورة مشاركة الكرد في المباحثات المتعلقة بحل الأزمة السورية، وفي ظل التعنت والرفض التركي لتواجد الكرد.
وألمحت وكالة "تسنيم"، المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، أنه في حالة شن تركيا هجوما على عفرين فإن سوريا وحلفاءها (إيران وروسيا) سيكون لهم موقف "حازم".
ويأتي هذا في وقت تتعرض فيه قرى وبلدات مقاطعة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي لقصف متكرر من الجانب التركي في الأيام الأخيرة، ما تسبب، الثلاثاء الماضي، في مقتل ثلاثة مدنيين، وسط تكهنات بأن تركيا ستشن هجوماً على القوات الكردية في عفرين.
ونظمت الأحزاب الكردية في منطقة عفرين في شمال سوريا، الأربعاء الماضي، تظاهرة حاشدة تنديداً بالتدخل التركي، على خلفية أنباء عن استعداد تركيا لشن هجوم في المنطقة الحدودية الواقعة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، منظمة إرهابية وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً في تركيا منذ العام 1984، وتخشى التعاون بين كرد سوريا وكرد تركيا في إقامة دولة كردية مستقلة على أراضٍ تابعة لتركيا وسوريا.
وتحدثت وسائل إعلام تركية في الأسبوعين الأخيرين عن تعزيزات عسكرية على الحدود التركية قرب منطقة عفرين.
ورداً على سؤال حول احتمال شن عملية قرب عفرين، قال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، مطلع الشهر الحالي: "نقوم باتخاذ كل الإجراءات لحماية حدودنا وأمننا القومي".
وتشهد المناطق ذات الكثافة الكردية في شمال سوريا سباقا بين الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران لفرض السيطرة عليها.
وفي حين تتصادم تركيا مع الأكراد، تتسابق كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران لخطب ودهم بهدف أن يكونوا وسيلة لتواجدهم في هذه المناطق الحدودية الاستراتيجية وإقامة قواعد عسكرية.
فقبل أيام قال مصدر في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" ذي الغالبية الكردية والمدعوم أمريكيا (وتعد وحدات حماية الشعب عموده الفقري) إن قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة السورية ستوضع تحت تصرف الولايات المتحدة.
وفي مارس/آذار الماضي قال ريدور خليل المتحدث باسم ميليشيا وحدات حماية الشعب إن روسيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية شمالي غرب سوريا لتدريب مقاتليها.
وقال إنه أبرم اتفاقا مع موسكو، وإن عددا لم يحدده من الجنود الروس وصلوا برفقة عربات مدرعة إلى عفرين وبدأوا في اتخاذ مواضع لهم فيها.
وتأتي مشاركة إيران لوفد روسي في زيارة إلى عفرين مؤخرا في إشارة إلى محاولة أن تجد طهران موطئ قدم لها هناك.