مواجهة "مفتوحة وقوية" بين تركيا والأكراد في سوريا
بعد يوم من تبادل إطلاق النيران أطلق الجانبان تهديدات متبادلة حول توسيع المواجهات إذا ما تعدى كل طرف الخطوط الحمراء
تبادلت الحكومة التركية وقوات كردية في سوريا، الخميس، القصف بالكلمات والتهديدات في إطار صراعهما في فرض النفوذ على مناطق بشمال سوريا، وخاصة مدينة الرقة الواقعة على الحدود مع تركيا.
فقدد هدد ناصر حاج منصور مستشار "قوات سوريا الديمقراطية"- تحالف كردي عربي مدعوم أمريكيا- بأن حركته اتخذت قرارا بمواجهة القوات التركية "إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة" في شمال غرب سوريا.
وأضاف أن هناك "احتمالا كبيرا بظهور مواجهات مفتوحة وقوية" مع القوات التركية، وذلك بعد يوم من تبادل الطرفين إطلاق النار.
واعتبر منصور أن الهجوم التركي على المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية "يضر كثيرا بمعركة قوات سوريا الديمقراطية" في إجبار تنظيم داعش على الانسحاب من مدينة الرقة؛ حيث يؤدي الهجوم لإبعاد القوات عن الخطوط الأمامية في المدينة.
في المقابل هدد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش اليوم الخميس بأن أنقرة سترد على أي قصف من "وحدات حماية الشعب" الكردية (وهي العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية) ولن تلتزم الصمت في مواجهة الأنشطة المناهضة لتركيا التي تمارسها من وصفتها بجماعات إرهابية في الخارج.
وتعتبر تركيا القوات الكردية في سوريا جماعات إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يطالب بانفصال أراضٍ تسكنها غالبية كردية عن تركيا.
وكان قورتولموش يتحدث إلى الصحفيين بعد أن دمرت المدفعية التركية أهدافا لوحدات حماية الشعب حين فتح مقاتلوها النار على قوات مدعومة من أنقرة في شمال سوريا ليل الثلاثاء.
كما أكد مجددا رفض أنقرة لتسليح الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب وقال إن المسؤولين الأمريكيين سيدركون أن هذا هو "الطريق الخطأ".
وتخوض "قوات سوريا الديمقراطية" منذ 6 يونيو/حزيران الجاري معارك ضد داعش داخل مدينة الرقة في إطار حملة عسكرية واسعة باسم "غضب الفرات" بدأتها قبل نحو 8 أشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وسيطرت على نحو 25% حتى الآن من مساحة المدينة.
ويقابل تصدر الأكراد لمعركة الرقة بغضا تركيا كبيرا خوفا من تزايد نفوذ الأكراد الذين ينتظرون من الولايات المتحدة السماح لهم بالسيطرة على مناطق في شمال سوريا في إطار حلمهم بتكوين الدولة الكردية المستقلة.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوماً من روسيا وإيران، خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية؛ لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
كما أنها مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA=
جزيرة ام اند امز