احتجاجات حاشدة لأكراد سوريا رفضا للتدخل التركي
الأحزاب الكردية في منطقة عفرين في شمال سوريا نظمت تظاهرة حاشدة تنديدا بالتدخل التركي
نظمت الأحزاب الكردية في منطقة عفرين في شمال سوريا، الأربعاء، تظاهرة حاشدة تنديداً بالتدخل التركي، على خلفية أنباء عن استعداد تركيا لشن هجوم في المنطقة الحدودية الواقعة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها قياديون وناشطون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان، عشرات الآلاف من المتظاهرين وهم يسيرون في شارع طويل، رافعين رايات وحدات حماية الشعب الكردية وصور زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. كما رددوا هتافات "لا للتدخل التركي".
وقال رئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة عفرين سليمان جعفر، إن "جميع أهالي عفرين من عرب وكرد لبوا دعوة حركة المجتمع الديمقراطي والأحزاب الكردية للتظاهر والتعبير عن رفضهم للتدخل التركي".
وقال إن أهالي عفرين أرادوا من خلال مشاركتهم "التأكيد على أنهم يقفون إلى جانب قوات حماية الحدود ويدعمون قواتنا الموجودة على خطوط النار لحماية أراضينا".
وتأتي هذه التظاهرات في وقت تتعرض فيه قرى وبلدات مقاطعة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي لقصف متكرر من الجانب التركي في الأيام الأخيرة، ما تسبب، الثلاثاء، بمقتل ثلاثة مدنيين، وسط تكهنات بأن تركيا ستشن هجوماً على القوات الكردية في عفرين.
وقال سليمان "منذ بدء الأزمة السورية لم تخرج طلقة واحدة من عفرين باتجاه تركيا" التي اعتبر أنها "هي من تتحرش بنا وتطلق النار".
وتحدثت وسائل إعلام تركية في الأسبوعين الأخيرين عن تعزيزات عسكرية على الحدود التركية قرب منطقة عفرين.
ورداً على سؤال حول احتمال شن عملية قرب عفرين، قال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، مطلع الشهر الحالي، "نقوم باتخاذ كل الإجراءات لحماية حدودنا وأمننا القومي".
وأضاف أن تركيا سترد بقوة "فورا" على أي تهديد مصدره سوريا، سواء كان من تنظيم داعش أو حزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية.
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، منظمة إرهابية وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً في تركيا منذ العام 1984.
وشن الجيش التركي في أغسطس/ آب الماضي، عملية غير مسبوقة في شمال سوريا تحت تسمية "درع الفرات" دعماً لفصائل سورية معارضة، بهدف إخلاء المنطقة الحدودية من الإرهابيين وكذلك المقاتلين الأكراد.
وأنهت أنقرة العملية في مارس/ آذار 2017، لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يستبعد شن هجوم آخر إذ اقتضت الضرورة.
وتخشى تركيا إقامة الأكراد حكماً ذاتياً في سوريا على غرار كردستان العراق.
ويطمح أكراد سوريا لتحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث عفرين والجزيرة (الحسكة) وكوباني (عين العرب).