سباق أمريكي-روسي على ود الأكراد في شمال سوريا
مصادر في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" تحدث عن توجه أمريكي لتأسيس قاعدة جوية في الطبقة في وقت تعزز روسيا تواجدها العسكري بعفرين
قال مصدر في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المدعوم أمريكيا إن قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة السورية ستوضع تحت تصرف الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة "إزفستيا"، الخميس، هذا النبأ عن المصدر الذي لم تسمه.
وتحالف "قوات سوريا الديمقراطية" يتكون من مقاتلين معظمهم أكراد والبقية عرب ومكونات أخرى، وقامت بتشكيله وتدريبه وتسليحه الولايات المتحدة للمشاركة في المعارك الجارية في شمال سوريا، وخاصة مدينة الرقة تحت عنوان "تحريرها" من تنظيم داعش الإرهابي.
وكان تنظيم "داعش" يسيطر على قاعدة الطبقة حتى تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم أمريكي من طرده في نهاية مارس/آذار 2017.
وحاليا تتوغل "قوات سوريا الديمقراطية" داخل مدينة الرقة نفسها.
ويطمع الأكراد في أن يحصلوا مقابل مشاركتهم في هذه المعارك على مناطق نفوذ في سوريا تمكنهم من تحقيق حلمهم بإقامة دولة كردية.
وقال شهود عيان إن عسكريين أمريكيين يقومون بترميم مطار عسكري قرب الطبقة التابعة لمحافظة الرقة، وإن مروحيات تابعة للجيش الأمريكي تحط هناك، وفق ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية عن "إزفستيا".
وعن نية "قوات سوريا الديمقراطية" تسليم هذه القاعدة إلى القوات الأمريكية، قالت صحيفة "إزفستيا"، في إشارة إلى ما قاله شهود عيان من أن العسكريين الأمريكيين يقومون بترميم مطار قاعدة الطبقة، إن واشنطن قد تمهّد التربة لغزو سوريا.
ولم يتضح تعليق أمريكي على هذا الأمر بالإثبات أو النفي بعد.
ونقلت الصحيفة عن أليكسي تشيبا نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (الدوما) الروسي قوله إن ما يجري في المنطقة يشير إلى أن المخابرات الأمريكية لم تتخل عن فكرة الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد.
وتشهد سوريا صراعا بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران في بسط وترسيخ نفوذهم العسكري هناك، ومن بين مظاهره امتلاك أكبر عدد من القواعد في أنحاء سوريا.
ففي مارس/آذار الماضي قال ريدور خليل المتحدث باسم ميليشيا وحدات حماية الشعب، وهي العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديموقراطية" إن روسيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية شمالي غرب سوريا لتدريب مقاتليها.
وقال إنه أبرم اتفاقا مع موسكو، وإن عددا لم يحدده من الجنود الروس وصلوا برفقة عربات مدرعة إلى عفرين وبدأوا في اتخاذ مواضع لهم فيها.
كما أشار إلى أن القوات الروسية ستتولى تدريب مقاتلي وحدات حماية الشعب على "الحرب الحديثة" وهذا سيقود إلى "نقطة مباشرة للاتصال بالقوات الروسية".
وإن صح هذا الأمر فإنه سيكون تعاونا غير تقليدي ومثيرا للتساؤلات بين روسيا والأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة التي تنافس روسيا بقوة في النفوذ بسوريا.
غير أن مسؤولين روسيين شددوا على أنه ليس هناك أي خطط لتأسيس أي قواعد عسكرية جديدة في سوريا، ولكن هناك فرعا لـ"مركز المصالحة" الروسي قرب عفرين في محافظة حلب، ومهمته التفاوض بشأن تحقيق هدنات محلية بين الأطراف المتحاربة في سوريا.
ولروسيا حاليا قواعد عسكرية في اللاذقية وطرطوس غرب سوريا.
ولكن صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية قالت في مارس/آذار أيضا إن روسيا تواصل تعزيز اتصالاتها مع أكراد سوريا؛ حيث باتت وحدات عسكرية روسية تتمركز فى عفرين.
وأضافت الصحيفة أنه فى وقت سابق جرى الإعلان أيضا عن تمركز وحدات روسية بالقرب من بلدة جب الأحمر فى ضواحى مدينة منبج.