خوزستان الإيرانية.. "ثورة" تزعزع نظام خامنئي
"ثورة عطش" في خوزستان الإيرانية تشعل النيران في أركان نظام مهترئ يبدو عاجزا عن تقديم حلول لصدع أدائه الواهن والتمييزي بحق الأقليات.
حراك شعبي يستمر ليومه السابع على التوالي بالمحافظة الواقعة جنوب غربي إيران التي تقطنها أغلبية عربية، تعري هشاشة نظام قلص تسونامي الغضب خياراته إلى أدناها، حتى إن المرشد علي خامنئي لم يكن بوسعه أن يطرح حلولاً، مكتفيا بدعوة المسؤولين لحل أزمة المياه بالمحافظة.
- "انتفاضة العطش" في إيران.. حزب إصلاحي يدعم خوزستان
- سلاح الإنترنت.. "رصاص صامت" يقتل محتجي خوزستان في إيران
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يجمع حقائبه لمغادرة منصبه مطلع أغسطس/آب المقبل، فأكد في كلمة له أن "الاحتجاج حق مقبول لأهالي خوزستان"، لكنه كشف عن امتعاضه من الشعارات التي رفعت ضد المسؤولين بينهم خامنئي.
وقال روحاني إن "الاحتجاج حق للناس لكننا نفصل أهل خوزستان عمن يرددون شعارات خاطئة، وفي هذا الجو قد يحمل أحد السلاح ويقتل مواطنينا"، دون الكشف عن الجهات المتورطة في قتل 8 من المحتجين.
وأضاف أن "خوزستان هي قلب إيران النابض ومهم لنا جميعا"، معلنا أنه أمر مساعده الأول إسحاق جهانغيري شخصياً بالتوجه إلى خوزستان، غدا الجمعة، للاطلاع على الأوضاع عن قرب.
وتابع: "يجب ألا نسمح للأعداء بإساءة استخدام احتجاجات الشعب"، زاعما أن "الحكومة تخدم شعب خوزستان بكل قوتها".
احتجاجات خوزستان وثورتها المتواصلة زرعت الهلع أيضا في الرئيس الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي، ما دفعه إلى عقد اجتماع خاص مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني، المنحدر من أصول عربية من محافظة خوزستان.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيسي قوله خلال الاجتماع مع شمخاني: "لا نحب عدم الحديث مع الناس وعدم لعب دور معهم إطلاقاً، وتعتبر قضية مياه الشرب وتربية المواشي أولوية مهمة، ويجب تعويض الضرر اللاحق بالناس بشكل مناسب".
وطالب رئيسي الذي يتسلم منصبه الشهر المقبل، بالإسراع بحل المشكلة قبل اتساع رقعة الاحتجاجات في عموم إيران، قائلا: "لا يجب أن ننتظر الحكومة الجديدة لتبدأ لأننا جميعًا على دراية بقضايا ومشاكل خوزستان".
وأضاف: "لدينا عدة مقاطعات في البلاد تحتاج إلى معالجة خاصة".
وقبل روحاني ورئيسي، دعا المرشد علي خامنئي الذي هتف المتظاهرون ضده، المسؤولين في الحكومة للإسراع بمعالجة مشكلة أزمة المياه في خوزستان.
ومنذ الخميس الماضي، تشن القوات الأمنية في مدن خوزستان حملة عنيفة ضد الاحتجاجات الشعبية السلمية التي تخرج ليلاً للمطالبة بتوفير المياه الصالحة للشرب والمياه الخاصة بالزراعة.
وأسفر عنف السلطة عن مقتل 8 أشخاص من المحتجين على مدى أسبوع، فيما اعترفت السلطات بمقتل 3 محتجين، وقالت أمس الأربعاء، إن ضابطاً لقي حتفه وأصيب 14 آخرون بجروح في مدينة معشور العربية.
والأربعاء، قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية إن السلطات اعتقلت قرابة 18 شخصاً من المحتجين في خوزستان، فيما لا يعرف مصير 4 آخرين جرى اعتقالهم من مدينة الأحواز.
وباليوم نفسه، هدد المدعي العام في خوزستان بقمع الاحتجاجات الشعبية، واصفا المحتجين بـ"المشاغبين".
في الأثناء، يتواصل الحراك في خوزستان على وقع الغضب من تحويل مجرى أنهار الأحواز وتجفيف الأراضي الرطبة، فيما يستمر بالتزامن مع ذلك نزيف الاستهداف الممنهج للمحتجين من قبل أمن النظام.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز