مماطلة "مفضوحة".. إيران تقتل "المفاوضات النووية" ببطء
لا تزال إيران تراوغ بسياسة المماطلة "المفضوحة" بالاتجاه رسميا لفيينا من أجل المفاوضات النووية فيما تخرج بتصريحات "مميتة" لتلك الجولة.
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال محادثة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الأربعاء، تحدث زاعما: "لقد قدمنا نصين حول موضوع رفع العقوبات والقضايا النووية في محادثات فيينا وهذه النصوص تتماشى مع الاتفاق النووي".
وادعى عبداللهيان، وفق بيان للخارجية الإيرانية اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن بلاده "لم تقدم أي مطالب تتجاوز الاتفاق النووي، وفي نفس الوقت لا تقبل أي التزام تتجاوز الاتفاق".
وفيما تتهم القوى الغربية إيران بـ"المراوغة"، خرج وزير الخارجية من طهران مطالبا الأطراف الدولية بـ"حسن النية لحل قضية الاتفاق النووي".
وفي بيان ثلاثي مشترك، انتقد المندوبون الدائمون لبريطانيا وألمانيا وفرنسا لدى الأمم المتحدة، الموقف النووي الإيراني في محادثات فيينا الجارية، محذرين من أن طهران والقوى الكبرى تتوصل بسرعة لنهاية الاتفاق من الأساس.
وأكدت الدول الثلاثة في بيان تلاه السفير الفرنسي نيكولاس دي ريفيير في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الثلاثاء، "أن برنامج إيران النووي لم يكن قط أكثر تقدما مما هو عليه اليوم، وأن السلام والأمن الدوليين وعدم انتشار الأسلحة النووية يضعف النظام".
وأضاف البيان الثلاثي: "انسحبت إيران من التسويات التي تم التوصل إليها بعد عدة أسابيع من المفاوضات الصعبة وفي نفس الوقت قدمت المزيد من المطالب".
وتابع: "نقترب من النقطة التي يؤدي فيها تصعيد البرنامج النووي الإيراني إلى تدمير الاتفاق النووي بالكامل".
وحذرت الدول الأوروبية الثلاث من أن "الأبواب الدبلوماسية مفتوحة الآن لإيران على مصراعيها للتوصل إلى اتفاق، وعليها أن تختار بين انهيار الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق عادل وشامل لصالح الشعب الإيراني".
كما حذروا من أن "تصعيد إيران المستمر للتوترات النووية يعني أننا نقترب بسرعة من نهاية الطريق".
إيران تلوح بالانسحاب
من جانبه، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، مساء الأربعاء، على ما ذكرته الأطراف الأوروبية الثلاثة في اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
واعتبر خطيب زاده في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، أن "الاتفاق النووي جرى إفراغه من الداخل وإذا لم يحقق مصالح إيران فليس لها أهمية".
وقال على "تويتر"، إن "أي بيان عن الاتفاق النووي لا يذكر خطأ الولايات المتحدة، فهو بيان يكشف عن الجهل المطلق".
وأضاف: "إذا كانت الترويكا الأوروبية تريد أن تؤخذ على محمل الجد كشريك عادل، فعليها أن تتصرف كشريك عادل".
وفي موقف خضوع من قبل السلطات الإيرانية، أفادت وسائل إعلام رسمية، الأربعاء، بأن طهران وافقت على استبدال كاميرات المراقبة المدمرة في منشأة نووية تقع غرب العاصمة كانت قد تعرضت لهجوم في مطلع يوليو/تموز الماضي.
وذكرت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، إن "إيران اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالسماح للأخيرة باستبدال كاميرات المراقبة في منشأة تسا النووية الواقعة بمدينة كرج غرب طهران".
وأوضحت الوكالة أن "إيران ستحتفظ بالتسجيلات لكاميرات المراقبة"، مؤكدة أن الموافقة على استبدال الكاميرات في هذه المنشأة النووية جاء بعد انتهاء التحقيقات القضائية - الأمنية على الكاميرات المتضررة وإدانة الوكالة الدولية للعمل التخريبي الذي تعرضت له منشأة تسا مطلع يوليو/تموز الماضي".
ووفق الوكالة الإيرانية "فإن الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية ينص على موافقة الأخيرة على الفحص التقني للكاميرات من قبل خبراء إيرانيين قبل وضعها، فيما ستحتفظ طهران بالصور التي ستسجلها هذه الكاميرات الجديدة".
تراجع إيراني يتزامن مع مفاوضات تجرى منذ الخميس الماضي ضمن الجولة الثامنة مع القوى الدولية بهدف التوصل لتفاهم يعيد إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.
وتتفاوض كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة مع إيران في فيينا.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز