بجوازات مزيفة.. هكذا تحايلت إيران لتمويل حزب الله اللبناني
وثائق مسربة كشفت قيام الحرس الثوري باستخدام جوازات سفر مزيفة لنقل حوالي مليار دولار أمريكي لحزب الله
في الوقت الذي تشهد فيه إيران أزمة اقتصادية خانقة آخذة في التفاقم، تتكشف ملايين الدولارات التي تنفقها طهران على وكلائها بالخارج وخاصة مليشيات حزب الله اللبناني.
واستنادا لمعلومات ووثائق سرية، قال موقع "آوا توداي" المعارض، الإثنين، إن استخبارات الحرس الثوري تعاونت مع البنك المركزي الإيراني لنقل أموال بالعملات الأجنبية إلى سوريا ولبنان عبر رحلات طيران تابعة لشركة ماهان إير، المدرجة على قوائم العقوبات الأمريكية.
وذكر الموقع الإخباري الذي يديره الصحفي علي جوانمردي، أن الحرس الثوري استغل أرقام الهوية الوطنية للعديد من المواطنين الإيرانيين عبر تسجيل بياناتهم في جوازات سفر مزيفة بهدف تخصيص حزم نقدية لهم بسعر الصرف الحكومي، ومن ثم إرسال العملات الأجنبية للمليشيات بالخارج.
ولم تبلغ السلطات الإيرانية المختصة مطلقا الأشخاص الذين استغلت بياناتهم الخاصة في تلك الحيلة التي نفذتها استخبارات مليشيات الحرس الثوري بالتعاون مع البنك المركزي، حسب الموقع نفسه.
- بسبب لوائح فاتف.. إيران على وشك الإدراج باللوائح السوداء دوليا
- ترجيحات برد إيراني على واقعة "ماهان" بهجمات عدائية
ولفت "آوا توداي" في تقرير له، إلى أن التحويلات المالية غير القانونية لمليشيات موالية للنظام الإيراني مثل حزب الله في لبنان كانت من بين الأسباب التي جعلت طهران ترفض الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية المعروفة اختصارا باسم (فاتف) وتحظر غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
ووفق التقرير، تسرب نبأ نقل أموال ضخمة تقدر بنحو مليار دولار أمريكي لمليشيات حزب الله وأخرى تقاتل بالوكالة خارج حدود إيران، من قبل قاضي يدعي حسن بابائي خلال جلسة خاصة، وهو أحد القضاة الإيرانيين الذين يباشرون جرائم ذات طبيعة اقتصادية..
وأقر بابائي في تلك الجلسة بوجود قناة مالية لدعم المليشيات يديرها الحرس الثوري بالتعاون مع مسؤولين داخل البنك المركزي الإيراني أبرزهم ولي الله سيف المحافظ السابق للبنك المركزي، وعباس عراقجي نائب وزير الخارجية، وعلي لاريجاني رئيس البرلمان السابق، ومحمد باقر زادة الجنرال بالحرس الثوري.
- إيران تعين مسؤول تسليح مليشيا حزب الله نائبا لخليفة سليماني
- نتنياهو: نصر الله يخدم المصلحة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية
وأدرجت مجموعة العمل المالي لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، إيران على قوائمها السوداء، في فبراير/شباط الماضي، بسبب رفض الأخيرة إقرار تشريعات محلية لحظر تمويل التنظيمات الإرهابية.
يشار إلى أن أحد أبرز الشروط التي حددتها دول الاتحاد الأوروبي الباقية ضمن الاتفاق النووي الإيراني (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) لتنفيذ آلية مالية بديلة مع إيران، كانت انضمامها لمجموعة "فاتف"، ووقف تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي.
ويبدو أن العراقيل التي تواجه إقرار تلك اللوائح داخل إيران تحركها مليشيات الحرس الثوري الإيراني التي اعتبرت أن الوصول إلى اتفاق مع هذه المجموعة الدولية يستهدف مراقبة التدفقات المالية، وإيجاد عراقيل أمام تمويل مليشيات موالية لطهران في بلدان خارجية.
ويرى معارضو انضمام إيران لمجموعة العمل المالي الدولية "فاتف" أنه سيحول دون التفاف الأخيرة على العقوبات الأمريكية التي أعيد فرضها عام 2018 بسبب سياساتها العدائية إقليميا ودوليا.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز