غزو أسراب جراد وكورونا.. اتهامات للسلطات الإيرانية بالتقاعس
معارضون وناشطون يتهمون السلطات الحكومية الإيرانية بالتقاعس عن مواجهة الآفات والكوارث الطبيعية بشكل علمي يحول دون ارتفاع حجم الخسائر
تشهد الأقاليم الجنوبية لإيران غزو أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي مع انتشار فيروس كورونا المستجد داخل أغلب مناطق البلاد، وسط اتهامات للسلطات الحكومية بالتقاعس عن التعامل بجدية.
وأعلنت منظمة حماية النباتات الإيرانية أن هجمات الجراد في أقاليم هرمزجان، سيستان وبلوشستان، بوشهر، خوزستان، فارس لا توجد وسائل أخرى للتعامل معها سوى رشها بالمبيدات الحشرية، حسبما أوردت وكالة أنباء "إيرنا" المحلية (شبه رسمية).
- محطة إخبارية: كورونا موجود بإيران منذ يناير الماضي
- حصيلة جديدة.. ارتفاع عدد مصابي كورونا إلى 40 مسؤولا إيرانيا
وأشار الناطق باسم المنظمة رضا مير إلى أن أسراب الجراد التي غزت جنوب إيران كثافتها مرتفعة للغاية، بحيث تشكل طبقة على الأرض يتراوح قطرها بين 10 إلى 15 سنتيمترا، وذلك بعد إبادتها بالمبيدات الحشرية، وفق قوله.
وأوضح مير أن أسراب الجراد الصحراوي التي تهاجم الأقاليم الجنوبية في بلاده قادمة من مناطق شرق أفريقيا، معتبرا أن استخدام الطرق البيولوجية مثل إطلاق البط لالتهام الجراد أو إبقاء الحشرات على قيد الحياة غير فعالة، بسبب اتساع نطاق الآفة في جنوب إيران واستغراق هذه الأساليب وقتا طويلا، على حد قوله.
واعتبر الناطق باسم منظمة حماية النباتات الإيرانية أن مستوى الأضرار التي يمكن أن تسببها الآفات أكثر بكثير من الآثار الجانبية لاستخدام المبيدات الحشرية.
وتكمن خطورة هذه النوع من الجراد في قدرته على التهام 100 ألف طن من النباتات يوميا، إلى جانب تمكن السرب الواحد منه على تغطية قرابة 1000 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية.
ويظهر الجراد الصحراوي سلوكا عدوانيا بسبب التغيرات المناخية المفاجئة، حيث يندفع بحثا عن الطعام على شكل أسراب كبيرة من مكان لآخر.
وعلى الرغم من تحذيرات مسبقة أطلقتها منظمة الغذاء والزراعة (فاو)، تضرر ما لا يقل عن 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في 6 أقاليم بجنوب إيران، أبريل/نيسان الماضي، بسبب هجمات لأسراب الجراد الصحراوي أيضا.
ويتهم معارضون وناشطون عبر الإنترنت السلطات الحكومية الإيرانية بالتقاعس عن مواجهة الآفات والكوارث الطبيعية بشكل علمي يحول دون ارتفاع حجم الخسائر، مثل تفشي وباء كورونا المعروف علميا باسم (كوفيد 19).
ونشرت محطة "إيران إنترناشونال" معلومات وصفتها بـ"الخاصة" تشير إلى أن السلطات الإيرانية تكتمت على انتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد، منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وأوضحت إيران إنترناشونال الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا، في تقرير لها، الثلاثاء، أن وزارة الصحة ومجلس الأمن القومي في إيران كانا على علم بوجود حالات وفاة ناجمة عن فيروس كورونا المعروف أيضا باسم (كوفيد 19) قبل 12 يوما من مسيرات تقام سنويا في 11 فبراير/شباط؛ لإحياء ذكرى ثورة الخميني عام 1979، لكنهما تكتما على الأمر.
ووصلت أوضاع تفشي وباء كورونا في أقاليم قم وجيلان إلى الدرجة الحمراء (أعلى مستوى لتفشي كورونا)، بينما أوشكت العاصمة طهران وإقليم أصفهان على الوصول للدرجة نفسها، حسب المصدر نفسه.
وتواجه وزارة الصحة الإيرانية بالوقت الراهن أوضاعا متأزمة للغاية فيما يتعلق بإدارة تفشي فيروس كورونا داخل البلاد، وفق معلومات المحطة الإخبارية.
وفي سياق متصل، زعم قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أن كورونا ربما يكون فيروسا نتيجة هجوم بيولوجي من جانب الولايات المتحدة.
وأوردت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، الخميس، نقلا عن سلامي أن فيروس كورونا بمثابة حرب تخوضها إيران حاليا، على حد قوله.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إلى 107 بعد تسجيل 15 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن مساعد رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أن عدد الإصابات ارتفع إلى 3513 بعد تسجيل 591 إصابة جديدة، غير أن المعارضة الإيرانية تتحدث عن أرقام أكثر من هذه الأعداد.