أعلنت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، الخميس، تفاصيل ما اعتبرته نجاح دفاعاتها الجوية في استهداف طائرة أمريكية مسيرة داخل أراضي البلاد.
يبدو جليا أن إيران تسعى نحو مزيد من التصعيد عسكريا مع الولايات المتحدة في المنطقة بعد إعلان مليشيات الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة مسيرة أمريكية بدعوى دخولها أجواء البلاد.
وأكد الجيش الأمريكي أن استهداف طهران للطائرة المسيرة عمل غير مبرر، خاصة أن عملها فوق المياه الدولية كان يقتصر على المساعدة في ضمان حرية الملاحة بمضيق هرمز، ولم تخترق الأجواء الإيرانية.
وفي تعليق على ارتفاع حدة التوتر الدائر عسكريا بين طهران وواشنطن في المنطقة، قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق لـ"العين الإخبارية"، إن التصعيد سيظل قائما في محاولة لكسب مزيد من الامتيازات حال جلوس إيران على طاولة تفاوض واحدة مع أمريكا.
وأشار فاروق -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إلى أن إسقاط طائرة عسكرية مسيرة يعد أول اختبار حقيقي بعد تعيين حسين سلامي الأكثر تشددا من سلفه محمد علي جعفري في منصب قائد مليشيات الحرس الثوري الإيراني، وذلك في أعقاب زيادة الضغوط الأمريكية بعد تصنيف المليشيات الإيرانية منظمة إرهابية على لوائح واشنطن في أبريل/نيسان المقبل.
وأكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أن طهران ترى في انشغال الإدارة الأمريكية بترتيبات الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020 فرصة سانحة نحو تصعيد مواقفها إقليميا، بينما ينصب الاهتمام الأمريكي على تعزيز قواعد الناخبين في الداخل.
وعلى صعيد الموقف داخل إيران بالنظر إلى التوترات القائمة في الفترة الراهنة، لفت إلى أنه على الرغم من وجود مناوشات بين تيارات سياسية متباينة المواقف في الداخل الإيراني، فإن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي يسعى إلى لملمة أطراف أزمة مرتقبة، يقول فاروق.
وأعلنت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، الخميس، ادعاءات وصفتها بتفاصيل ما اعتبرته نجاح دفاعاتها الجوية في استهداف طائرة أمريكية مسيرة داخل أراضي البلاد، بحسب بيان رسمي لها.
في الوقت الذي حذر فيه حسين سلامي قائد المليشيات الإيرانية المدرجة قبل شهرين على قوائم إرهاب واشنطن في سابقة تاريخية من أن إسقاط "الطائرة المسيرة" رسالة واضحة للولايات المتحدة، على حد زعمه.
ونقل موقع سباه نيوز التابع للحرس الثوري نصا لبيان صادر عن العلاقات العامة في مليشيات الحرس الثوري الإيراني يقول فحواه إن منظومة الدفاع الجوي "سوم خرداد" التابعة للقوة الجوفضائية أسقطت الطائرة الأمريكية المسيرة من طراز جلوبال هوك لدى دخولها الأجواء الإيرانية، على حد قولها.
وأشار بيان مليشيات الحرس الثوري الإيراني إلى أن الطائرة المسيرة جرى إسقاطها في تمام الساعة (04:05) صباحا بالتوقيت المحلي في منطقة رأس الشير بنطاق محافظة هرمزجان (جنوب إيران) بعد انطلاقها من إحدى القواعد الأمريكية، حيث واصلت مسيرها فوق مضيق هرمز بأهداف محددة، وفقا للبيان.
وأفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية (شبه رسمية) نقلا عن حسين سلامي قائد مليشيات الحرس الثوري بأن الحدود خط أحمر بالنسبة لبلاده، زاعما في الوقت نفسه أن إيران سترد بقوة على ما وصفه بـ"العدوان المحتمل".
ورغم بيان مليشيات الحرس الثوري الإيراني الذي ادعى إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة (آر كيو فور جلوبال هوك)، لم يبادر التلفزيون الرسمي في البلاد حتى الآن إلى بث تقارير إخبارية على غرار حالات مماثلة سابقا.
وتقول شركة نورثروب جرومان المصنعة للطائرة المسيرة على موقعها الإلكتروني إن الطائرة ترايتون قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كيلومترا في نطاق 8200 ميل بحري.
يشار إلى أن منظومة الدفاع الجوي الإيرانية المعروفة باسم سوم خرداد (شهر في السنة الشمسية الإيرانية) يقوم على تصنيعها مركز الأبحاث الدفاعية الرادرية التابع لمليشيات الحرس الثوري منذ عام 2014، ويمكن لها اعتراض قرابة 4 أهداف بشكل متزامن على مدى يبلغ 75 كيلومترا وارتفاع 27 كيلومترا، بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول أمريكي إن طائرة عسكرية أمريكية مسيرة أسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ سطح/جو إيراني.
يأتي هذا في وقت ترتفع فيه وتيرة تهديدات الضربات الإيرانية ضد الأهداف الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما الخليج العربي الذي شهد الأسبوع الماضي ضرب ناقلتي نفط في خليج عمان.
كما استهدفت عدة صواريخ من طراز "كاتيوشا" خلال اليومين الماضيين مواقع أمريكية في العراق من بينها قواعد عسكرية تستضيف قوات أمريكية، ومقرات لشركات نفط أجنبية بينها شركات أمريكية.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز