صقور ترامب الجدد.. مخالب تجعل نظام الملالي يرتعد
مايك بومبيو الذي تولى مهام وزارة الخارجية، وجون بولتون مستشار الأمن القومي.. كلاهما من المناوئين لسياسات إيران التوسعية.
تغييرات جذرية طرأت على الإدارة الأمريكية، لتسجل دخول شخصيات مناوئة لسياسات إيران التوسعية، ما جعل نظام الملالي يرتعد خوفا من صقور يدرك أنها ستغرز مخالبها في الاتفاق النووي عاجلا أم آجلا.
تغييرات شملت اثنين من المناصب فائقة الحساسية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تولى مايك بومبيو مهام وزارة الخارجية خلفا لريكس تيلرسون، فيما تقلد جون بولتون منصب مستشار للأمن القومي، وكلاهما من المناوئين لسياسات إيران التوسعية.
- بومبيو وبولتون.. إيران في مرمى صقور الدبلوماسية الأمريكية
- إيران: اختيار بومبيو يكشف عن رغبة بإلغاء الاتفاق النووي
حسين نقوي، النائب البرلماني الإيراني، قال إن الهدف النهائي للتغييرات الأخيرة في البيت الأبيض، هو الإطاحة بـ "النظام".
ولفت إلى أن بولتون شخص عنيد، وسينخرط في تنفيذ خطط ترامب.
من جانبه، أشار حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، إلى "ضرورة الاستعداد للمواجهة مع الولايات المتحدة إثر التغييرات الجديدة التي باتت تهدد نظام الملالي".
وأضاف نقوي حسيني، في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" أن من أولويات واشنطن المحتملة تجاه طهران، فرض ما وصفها بـ "العقوبات والضغوط"، بهدف حصار بلاده، على حد تعبيره.
ودعا النائب الإيراني حكومة بلاده إلى عدم تبني لغة "الدبلوماسية" في مواجهة واشنطن، معتبرا أن هذا النهج "لم يعد مجديا، بسبب تجاهل الأمريكيين المعاهدات الدولية، على خلفية اختبارهم في الاتفاق النووي".
وفي سياق متصل، هاجم علي شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تعيين بولتون في منصبه الجديد واصفا ذلك بـ "العار ".
كما زعم شمخاني أن المسؤول الأمريكي الجديد تلقى أموالا من "جماعة إرهابية"، مشيرا إلى حضور بولتون اجتماعا خاصا بمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة عام 2017، والتي شطبتها واشنطن من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية عام 2012.
واعتبر شمخاني، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن محاولات الولايات المتحدة إضعاف إيران دشنت "الأساس لتحسين قوة ونفوذ" طهران.
فيما اقترح هوشنج أمير أحمدي، رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، أحد أبرز "لوبي" تابع للنظام الإيراني في الولايات المتحدة، تشكيل "حكومة عسكرية" تحت إدارة الحرس الثوري، لمواجهة ما وصفها بـ "التهديدات المحدقة".
وبرر أحمدي، الأستاذ في جامعة راتجرز الأمريكية، مقترحه في مقال له بصحيفة "انتخاب" المحلية الحكومية، بعدم قدرة حكومة روحاني على مواجهة تهديدات الإدارة الأمريكية.
ووفق أحمدي، فإن تنصيب جون بولتون مستشارا ومديرا لمجلس الأمن القومي الأمريكي، يرفع احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، معربا عن قلقه من انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق النووي، وإنهاء نفوذ بلاده، عبر ميلشيات الحرس الثوري، في عدد من دول المنطقة.
واختتم مقاله بالقول إن الهدف من تعيين كل من بولتون وبومبيو، هو إسقاط النظام الإيراني، مؤكدا أن الأمريكيين "سيفعلون أي شيء لتحقيق ذلك، بما في ذلك تقديم كافة أشكال الدعم للمعارضة الإيرانية".
وتطرق تقرير نشره القسم الفارسي في مؤسسة «دويتشه فيله» الألمانية، إلى وجود شعور متزايد لدى المعارضين الإيرانيين، عبر منصات التواصل، بأن هناك تناميا لـ"الصقور" داخل البيت الأبيض تجاه ممارسات إيران.
بينما يرى آخرون أن تصاعد حدة التوتر بين الإدارة الأمريكية وطهران، سيسفر عن مزيد من التشدد من جانب علي خامنئي المرشد الإيراني، على مستوى السياسة الخارجية، والمطالب الداخلية من المعارضين لنظامه.
ولفت التقرير إلى عدم قدرة نظام الملالي على تحمل المزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية، بسبب أزماته الاقتصادية المتفاقمة على مدار السنوات الماضية، والاستياء البالغ من أدائه من قبل جزء كبير من الشعب الإيراني.
عاملان سيضعان خامنئي في اختبار صعب ودقيق للغاية، فإما أن يتمكن من لعب دور «بطولي» أو «براغماتي» بهذا الصدد، بحسب «دويتشه فيله».
كما اعتبر أن الدول الأوروبية تتعامل مع تلك الحكومة باعتبارها «حكومة ضعيفة».