حينما وصل تنظيم "الإخوان المسلمين" إلى رئاسة مصر عام 2012، سرعان ما استقدم المخلوع "مرسي" الحرس الثوري الإيراني إلى القاهرة
الحديث عن محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وتغلغل هذا النظام في مختلف عواصم الوطن العربي، هو بالضرورة حديث عن تنظيم "الإخوان المسلمين"، وما يقوم به هذا التنظيم من دور في تمكين الإيرانيين من مفاصل بلادهم.
بات من المعروف تاريخيّاً أن تنظيم "الإخوان المسلمين" أينما وُجد وأينما جاء إليه النفوذ والمال من إيران، فإنه يسمح للإيرانيين بالدخول ليفعلوا ما يشاؤون، إن كان ذلك سيساعدهم على البقاء في الحكم أطول وقت ممكن.
حينما وصل تنظيم "الإخوان المسلمين" إلى رئاسة مصر عام 2012، سرعان ما استقدم المخلوع "مرسي" الحرس الثوري الإيراني إلى القاهرة للتباحث معه في سبل تأسيس جهاز أمني مواز لوزارة الداخلية المصرية، بهدف استنساخ التجربة الإيرانية التي استبدلت مؤسسات الدولة الرسمية بأخرى موازية ومرتبطة بالمرشد الإيراني الأعلى آنذاك "الخميني"، فكان تأسيس الحرس الثوري الإيراني وشرطة الباسيج وغيرهما من المؤسسات الأمنية التي مارست التغول على مؤسسات الدولة الرسمية، واتبعت أسلوب وضع اليد على مقدرات البلاد.
إلا أن الشعب المصري ومن خلفه جيشه العظيم لم يمهلوا تنظيم "الإخوان المسلمين" حتى ينتهي من تأسيس هذه الأجهزة الأمنية المليشياوية بشكل رسمي، حيث تم إقصاء التنظيم من الحكم كمخرج أساسي من مخرجات ثورة 30 يونيو، واضطر التنظيم إلى إسقاط كل الأقنعة التي كان يتخفّى خلفها، واتجه إلى مواجهة الدولة والشعب بالإرهاب المباشر.
الأمر سيان بالنسبة إلى الدول العربية الأخرى التي ينتشر أو ينشط فيها تنظيم "الإخوان المسلمين"، إذ سرعان ما يقوم هذا التنظيم بالتحول إلى مداس للنظام الإيراني وموطئ قدم له، عبر تفاهمات بين الطرفين، لا تستثني التفاوض على أي شيء وكل شيء من أجل الاستحواذ على السلطة، حتى إن أدى ذلك إلى أن تعمّ الفوضى وتتكبّد الدولة خسائر فادحة في الأرواح والأموال.
ونستطيع أن نتخذ من اليمن مثالاً آخر هنا على ما آلت إليه البلاد بسبب عمالة تنظيم "الإخوان المسلمين" في اليمن لمصلحة النظام الإيراني، وقد بات من المعروف تاريخياً أن تنظيم "الإخوان المسلمين" أينما وُجد، وأينما جاء إليه النفوذ والمال من إيران، فإنه يسمح للإيرانيين بالدخول ليفعلوا ما يشاؤون، إن كان ذلك سيساعدهم على البقاء في الحكم أطول وقت ممكن.
وبالعودة إلى ما قلناه في البداية، فإن أي حديث عن محاربة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية، ينبغي أوتوماتيكيّاً أن يبدأ بالحديث عن تطهير المنطقة العربية من وجود تنظيم "الإخوان المسلمين" قبل كل شيء، لكون هذا التنظيم يمثل على وجه الدقة جبهة الخيانة والتواطؤ في الداخل، وهو ما يعد أشد خطورة من قوة العدو نفسه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة