التاريخ الذي لا يذكره الإخوان يقول إن العرب هم من قدموا دماءهم دفاعاً عن فلسطين أما تركيا كانت أول دولة "مسلمة" تُطَبِّع مع إسرائيل
منذ 50 عاما ونيف لم يسع للتزلف والتقارب والتطبيع في السر والعلن مع إسرائيل سياسيا وعسكريا وتجاريا كما فعل إخوان الخلافة في تركيا وإخوان شريفة غير الشرفاء في شتى بقاع المعمورة.
هكذا يقول التاريخ، التاريخ الذي لا يذكره ولا يريد أن يذكره "الإخوان المسلمين"، يقول إن العرب هم من قدموا دماءهم الزكية دفاعاً عن الحق الفلسطيني، بينما كانت تركيا أول دولة "مسلمة" تطبّع مع إسرائيل، وبات الكيان الصهيوني المورد الرئيس للسلاح لأنقرة، علاوة على التعاون الوثيق دبلوماسيا وعسكريا وتجاريا منذ 68 عاماً.
فمن الهلال الشيعي الخصيب إلى حامي حمى الطوق لإسرائيل "حزب الله" مرورا بضيعة الغدر ودويلة الإخونج في الخليج العربي.. باتت العنتريات الكلامية الهلامية تتصدر وتُصدّر لحاضرة العرب عمليا القدس عاصمة لإسرائيل قبل مساعي "ترامب".
فتركيا أردوغان.. دار خلافة الإخوان المسلمين.. طبّعت وأقامت العلاقات الكاملة مع إسرائيل منذ مارس 1949 أي بعد 12 شهراً فقط على الحرب التي خاضتها (السعودية ومصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان) ضد المليشيات "الصهيونية المسلحة في فلسطين" والتي تشكلت من البلماخ فلوجوت ماحتس أي "سرايا الصاعقة" والإرجون "منظمة صهيونية إرهابية" والهاجانا "الجيش غير الرسمي الإسرائيلي أو عصابات الجناح العسكري الصهيوني" والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.
هكذا يقول التاريخ، التاريخ الذي لا يذكره ولا يريد أن يذكره "الإخوان المسلمين"، يقول إن العرب هم من قدموا دماءهم الزكية دفاعاً عن الحق الفلسطيني، بينما كانت تركيا أول دولة "مسلمة" تطبّع مع إسرائيل، وبات الكيان الصهيوني المورد الرئيس للسلاح لأنقرة، علاوة على التعاون الوثيق دبلوماسيا وعسكريا وتجاريا منذ 68 عاماً.
أما شريفة غير الشريفة "إيران" فكانت المعترف رقم 1 بالوجود الإسرائيلي في المنطقة منذ العام 1948، أي منذ 69 عاما بالتمام والكمال، وهي الحقيقة الغائبة عن جيل اليوم، التي تخفيها إيران الخميني منذ العام 1979، إلا للقطيعة المعلنة المغلفة بسولفان "التقية" التي تقيم في حقيقة الأمر علاقات سرية مع الكيان الصهيوني.
فعن العلاقات السرية الإيرانية - الإسرائيلية يقول الكاتب "السويدي الأمريكي" الإيراني الأصل تريتا بارسي: "إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون، وذلك كون المصالح الاستراتيجية بينهما تتقاطع في أكثر من مفصل وتحكمها البراغماتية لا غير، بعيدًا عن أي خطاب أيديولوجي".
وهنا نشير فقط إلى التعاون الإسرائيلي الإيراني في الجانب العسكري دون الدخول في عالم "اليهود الإيرانيين" الموغل في التطبيع الحقيقي مع إسرائيل، يهود إيران الذين كان لهم الدور الكبير إبان عهد أوباما في عقد اتفاقية إيران النووية.
فمن أشهر صفقات "إسرائيل" في بيع السلاح لإيران عام 1986 الصفقة المعروفة بفضيحة «كونترا- إيران» التي قامت فيها إسرائيل بدور الوساطة من أجل بيع شحنات من السلاح الأمريكي إلى إيران في مقابل الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في لبنان.
وانكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران في 18 يوليو1981 عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة "أروريو بلنتس"، وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار، ضمن صفقة قيمتها 150 مليون دولار تنقل خلالها 360 طنًا من الأسلحة الإسرائيلية يتطلب شحنها 12 رحلة.
وإن كان المقام يطول جداً بسرد وقائع التعاون السري الإيراني مع إسرائيل، إلا أن وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي، مندوب قطر في الجامعة العربية، إيران بالشريفة، كان الأمر الذي قطع لسان كل خطيب وهو يلبس تاج الشرف لعاهرة العالم الإسلامي "إيران" ليكشف ما لم يكن مستورا في التعاون الوثيق بين الملالي وغدر تنظيم الحمدين وإسرائيل.
ولأن ستار إخوان شريفة "نظام الحمدين" لم يكن ليستمر طويلا طالما كان مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، هو المُنظِّر والمدبر لكل غطاء إخواني طبّع سراً مع إسرائيل وإن كانت ظاهرة المكتب التجاري المشترك بين النظام القطري وإسرائيل الذي افتتحه رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، بعد أشهر انقلاب "العاق حمد" على والده في 27 يوليو/ تموز 1995.
وغير خافية اتفاقية بيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، حين كان نظام الحمدين يتذرع بأن علاقاته بإسرائيل ساهمت في حل قضايا وإشكالات كثيرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وغير خافٍ ما بذله نظام الحمدين وجماعة الإخوان من جهود كبيرة لإنجاح مشروع حماس بغزة، باعتباره مشروعا إخوانيا مهّد لإقامة كيان لهم داخل فلسطين، وتوظيف زيارة يوسف القرضاوي وأمير قطر لدعم حماس بغزة بالأموال.
بالمقابل دعونا نذكِّر العالم ونتساءل عمَن يُقحم السعودية والإمارات فيما أصاب الأمة من وهن، فهل توجد لهما سفارة أو سفير لإسرائيل؟ وهل يوجد تبادل تجاري مع إسرائيل؟ وهل يوجد نشاط عسكري أو خلافه مع إسرائيل؟.
لماذا يتناسى الإخوان الكذابون مشاركة المملكة العربية السعودية في كل حروب العرب ضد إسرائيل ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في حرب 1973 م وما تلاها من عون للبنان وفلسطين.
وقبل أن يُجيب ذو لب نقول للجماهير العربية وللأمة الإسلامية انظروا مَن أوصل العالم الإسلامي للتشرذم قبل أن تستمعوا لنعيق ونباح الإخوان الذين أغاضتهم المواقف المشرفة للدول الإسلامية الحقة التي ما فتأت تدعم فلسطين بالمال وتقديم الروح والدم لأرضها الحبيبة.
أما من أذهلته حقائق هذا المقال الذي فضح ما ليس مستورا إلا عن جاهل أو متجاهل، نقول هذا غيض من فيض كذب الإخوان المسلمين وممثليهم في المنطقة على العالم الإسلامي وإظهار ما لا يبطنون وهم الداء العضال للأمة الاسلامية.
ويأتي اليوم من يُنظِّر على مواقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مواقفهما المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، القضية التي باعها عملاء إسرائيل "إيران وتركيا أردوغان ونظام الحمدين والإسرائيلي عزمي والقرضاوي وحماس" قبل أن يتباكوا اليوم على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.. فعن أي شرف يتحدثون وعلى أي قضية باتوا.. يتباكون!!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة