هل توشك إيران على الخروج نهائيا من اتفاقها النووي؟
صحيفة "صبح نو" ترجح في تقريرها أن الشهرين المقبلين قد يكونان الفيصل أمام إعلان إيران الخروج كليا من الاتفاق النووي من عدمه.
يبدو أن النظام الإيراني في طريقه للعودة نوويا بوتيرة متسارعة نحو مرحلة ما قبل إبرام الاتفاق النووي مع مجموعة دول 5+1 في عام 2015، لاسيما بعد تهديدات جديدة أوردتها منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
ونقلت صحيفة صبح نو (الصباح الجديد) اليومية، الأحد، عن بهروز كمالوندي الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن "بلاده في الوقت الراهن باتت على مسافة قريبة للغاية من العودة إلى مرحلة ما قبل توقيع الاتفاق النووي الإيراني منذ 4 سنوات".
وأشار كمالوندي، في تصريحات صحفية، إلى أن تخصيب اليورانيوم داخل منشأة فوردو النووية المقامة تحت الأرض على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران، سيصل لطاقته القصوى في غضون الأيام المقبلة، على حد قوله.
ورغم تعليق العمل في منشأة فوردو بموجب الاتفاق النووي حتى 15 عاما مقبلة، زعم المسؤول الإيراني أن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم بها إلى 9500 سو "وحدة قياس نووية" يعني عودة طهران إلى ما قبل عام 2015.
وضخت إيران منذ الخميس الماضي، بناء على أوامر رئيسي البلاد حسن روحاني والمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، 2000 كجم من غاز سداسي فلورايد اليورانيوم لـ1044 جهاز طرد مركزيا داخل موقع فوردو النووي لإعادة تخصيب اليورانيوم بغرض التوصل إلى تصنيع أسلحة نووية.
وفي نفس السياق، أوردت صحيفة "صبح نو" عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن "طهران يمكن أن تخرج كليا من الاتفاق النووي الموقع مع قوى عالمية إذا وجدت أن هذا الأمر في صالحها"، على حد قوله.
ويأتي التلويح الإيراني بإنهاء التواجد ضمن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي، بعد أيام من تقرير مطول وصفت في سياقه صحيفة "اعتماد" المحلية الخطوة الرابعة لإيران نوويا المتعلقة بإعادة تخصيب اليورانيوم داخل منشأة فوردو بناقوس خطر.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، الثلاثاء الماضي، بمثابة تحذير قبل نهاية الاتفاق النووي وذلك في إطار خطاب وجهه (روحاني) للوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الباقية بالاتفاق النووي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، الصين).
وتزعم طهران أن لديها القدرة على الوصول بمستوى تخصيب اليورانيوم من 5% إلى 60% كاستمرار لانتهاكاتها النووية بدعوى عدم تجاوب الدول الأوروبية مع مطامحها في التحايل على عقوبات واشنطن المفروضة منذ شهري أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني 2018.
ورجحت صحيفة "صبح نو" في تقريرها أن الشهرين المقبلين قد يكونان الفيصل أمام إعلان إيران الخروج كليا من الاتفاق النووي من عدمه، وذلك إذا لم تلبِ دول الثلاثي الأوروبي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ما تراها طهران وعودا خلال 17 شهرا، على حد قولها.
وفيما نقل السفير الإيراني لدى لندن حميد بعيدي نجاد تهديدات جديدة حول انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بدأت طهران عملية تدشين مفاعل نووي جديد داخل محطة بوشهر للطاقة النووية.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (شبه رسمية)، الأحد، عن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية أن "عمليات صب خرسانات مفاعل ثاني بمحطة بوشهر النووية (700 كم جنوب طهران) قد بدأت بالفعل على الرغم من تأخير التنفيذ قليلا".
وتضمنت انتهاكات إيران النووية، أولا تجاوز الحد الأقصى المنصوص عليه لتخزين اليورانيوم المخصب عند كمية 300 كجم بنسبة 3.67%، وعدم بيع فائض اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، في مايو/أيار 2019.
وشملت الخطوتان الثانية والثالثة في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضيين، رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم عند 3.67%، وتشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع تخصيب اليورانيوم بغية التوصل إلى تصنيع قنبلة نووية.