"نووي" إيران بميزان الوكالة الذرية.. طريق المفاوضات "مسدود"
"طريق مسدود يواجه مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني".. هكذا يبدو مستقبل المحادثات حول إحياء خطة العمل الشاملة بميزان الوكالة الذرية.
جاء ذلك في تصريحات إعلامية أدلى بها، الخميس، رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب لقاء جمعه بالبابا فرنسيس في الفاتيكان بالعاصمة الإيطالية روما.
وقال غروسي إنه "تم إيجاد طريق مسدود في المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وتوقفت المحادثات النووية مع إيران".
وأضاف أن "هناك العديد من اللقاءات والتبادلات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذا هو السبب في أن الوكالة - وأنا شخصيا - لا نريد ترك فراغ سياسي في هذا الوضع الخطير".
وكشف غروسي عن وجود "مسارين متوازيين يجريان، أحدهما يتعلق بالمفاوضات العامة، أي المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، والآخر يتعلق بالمفاوضات الثنائية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ليخلص إلى القول: "لم نتمكن من إحراز تقدم".
تحذير
وفي تصريحاته، حذر غروسي أيضاً من أن إيران تعمل في الوقت نفسه مع تعثر المفاوضات، على تطوير برنامجها النووي وتتقدم في مجال تخصيب اليورانيوم.
وتطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، منذ سنوات، شرح وجود آثار لليورانيوم المخصب في مواقعها الثلاثة غير المعلنة، وتطلب "الوصول إلى المواقع والمواد" وكذلك جمع العينات.
والأسبوع الماضي، أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية، كريستوف بيرغر، أن "برلين لا ترى أي سبب لإحياء المفاوضات النووية مع إيران"، لافتا إلى أن "اهتمام البلاد الحالي ينصب على الاحتجاجات الإيرانية".
ويشكو مفتشو الهيئة التابعة للأمم المتحدة من عدم تعاون الحكومة الإيرانية، ويعد رفض طهران السماح للوكالة بدخول ثلاثة أماكن غير معلنة حيث تم العثور على آثار لليورانيوم، أحد الأسباب الرئيسية للمأزق في المفاوضات النووية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الثلاثاء، إن "الإيرانيين دمروا فرصة العودة بسرعة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، مضيفاً "دفعت الضغوط الاقتصادية الكبيرة لواشنطن وحلفائها الغربيين إيران إلى طاولة المفاوضات. لكن هذه السياسة فعالة عندما تكون مصحوبة بشركاء آخرين".
وشدد برايس على أنه "طالما لم تغير إيران نهجها واتجاهها، فسنستمر في الضغط الاقتصادي عليها مع شركائنا".
وتزعم طهران أن المفاوضات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي لم تتوقف ولا تزال مستمرة عن طريق تبادل الرسائل مع الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب منتصف عام 2018.
فيما قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لم تعد قضية إحياء الاتفاق النووي مع إيران على جدول أعمالها.