مصير وزير دفاع إيران السابق بعد إعدام نائبه.. "شمخاني" يترقب
أعدمت طهران، اليوم الخميس، علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق بتهمة التجسس لصالح بريطانيا وتزويدها بمعلومات سياسية وأمنية وعسكرية منها ما يتعلق بالملف النووي.
وبهذا الإعدام توجه إيران ضربة قوية لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني، حيث كان أكبري من أبرز الشخصيات المقربة من شمخاني وأحد مساعديه، فيما وصفت المؤسسة الأمنية أكبري بـ"الجاسوس الخارق"، لجعل منصبه مميزاً ووصفت اعتقاله بإنجاز عظيم.
وقد ترك أكبري التنظيمات العسكرية قبل نحو 20 عامًا ولم يكن يشغل منصبًا مهمًا لا يمكن اعتباره إنجازًا أمنيًا كبيرًا.
ولقي علي رضا أكبري المصير المرير لنائب شمخاني "علي رضا عسكري" لكن كانت هناك تقارير عن اختطافه.
متى بدأ الهجوم ضد شمخاني؟
وقد بدأت وسائل إعلام تابعة للمؤسسة العسكرية والتيار المتشدد تشن هجوماً على شمخاني منذ بدء الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي اندلعت منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، بعدما كان لدى شمخاني رؤية معاكسة للنظام في مواجهة وقمع الاحتجاجات.
وما زاد من غضب التيار المتشدد ضد شمخاني هو اجتماع مع شخصيات سياسية بارزة في التيار الإصلاحي خلال موجة الاحتجاجات.
ويمكن أن يكون قرب أكبري من شمخاني تكتيكًا آخر في فضاء الدعاية لمهاجمة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ خاصة أن مجموعة من أقارب علي خامنئي يحاولون إلقاء اللوم على شمخاني في بعض الأحداث وتصفية حساباتهم الداخلية وتبرئة خامنئي وإبراهيم رئيسي إلى حد ما.
وتعرض شمخاني لانتقادات عدة مرات في ملف صوتي مسرب لاجتماع مديري الإعلام مع الجنرال "قاسم قريشي" نائب قوات الباسيج.
وأعلن شمخاني في لقاء مع مديري الإعلام: "لقد فشلنا تمامًا في الحرب المعرفية والإدراكية والإعلامية"، وصف مديرو الإعلام الأصوليون بسخرية كلام شمخاني بإعلانات الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.
شمخاني خارج دائرة الحكم قريباً
وأفادت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء الخميس، عن قرب إقالة الأدميرال علي شمخاني من رئاسة مجلس الأمن القومي الإيراني، بعد قضية الجاسوس الخارق.
ونقلت قناة "صابرين نيوز" التابعة للحرس الثوري عبر تطبيق "تلغرام"، إن "هناك معلومات تفيد بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني (الأدميرال علي شمخاني) سيتغير قريباً وسيتم اختيار بديل عن شمخاني".
ونقلت القناة عن المصادر إن "هناك عدة شخصيات عسكرية مطروحة لتولي المنصب بدلاً من شمخاني"، مضيفة إن "قائد مقر خاتم الانبياء للدفاع الجوي اللواء غلام علي رشيد، والجنرال محمد مصطفى نجار رئيس مقر وزارة الدفاع، واللواء أحمد وحيدي (وزير الداخلية الحالي) من بين الخيارات لتولي منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي".
وشمخاني الذي ينحدر من أصول عربية من محافظة خوزستان جنوب إيران وهو رابع شخصية تتولى أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي منذ تشكيله عام 1989.
خلافات داخل "الحرس" بشأن شمخاني
بدوره، نقلت قناة "إيران انترناشيونال" المعارضة، اليوم الخميس، عن مصدر مقرب من الحرس الثوري الذي قد ملفات ووثائق إلى القناة تظهر قضية حكم الإعدام على علي رضا أكبري.
وكشف المصدر في الحرس عن وجود خلاف داخل الحرس الثوري وجهاز الأمن الإيراني لإزاحة علي شمخاني من أركان القوة.
وبحسب هذه الوثائق، فإن أكبري، الذي كان أحد مستشاري شمخاني وزملائه في وزارة الدفاع والمجلس الأعلى للأمن القومي في السنوات الماضية ، كان هدفا للمؤسسات الأمنية لرفع دعوى ضد شمخاني والمفاوضين النوويين في حكومة حسن روحاني الأولى.
وفقًا للمعلومات التي تلقتها إيران الدولية، كان أكبري يخدم في الحرس الثوري الإيراني برتبة عقيد وكان من المفترض أن يصبح عميدًا، لكن الخلافات الداخلية في الحرس الثوري الإيراني حالت دون ذلك، وفي النهاية تخلى عن استمرار التعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف المصدر بالحرس الثوري " أن محاولة عزل شمخاني تتم بضغط مثلث إبراهيم رئيسي وإسماعيل خطيب وزير الاستخبارات وأحمد وحيدي وزير الداخلية".