ابتزاز نووي.. إيران تواصل التفاوض وتلوح بـ"عدم الاتفاق"
يبدو أن التعنت والانتهاكات الإيرانية المستمرة للالتزامات الدولية، أبعدت المسافات كثيرا مع القوى الكبرى المشاركة في المفاوضات النووية.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر"، واطلعت عليها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إن "إيران والأطراف الأخرى لا تزال بعيدة عن التوصل إلى اتفاق في فيينا".
وذكر شمخاني وهو مستشار للمرشد الإيراني علي خامنئي، أن "على الرغم من التقدم المحدود في محادثات فيينا، لا نزال بعيدين عن تحقيق التوازن الضروري في التزامات الأطراف"، مشيراً إلى أن "القرارات السياسية في واشنطن تتطلب توازناً في الالتزامات للتوصل إلى اتفاق جيد".
موقف شمخاني يفند ما أفادت به مصادر غربية في الأيام الأخيرة بأن المحادثات وصلت إلى مراحلها النهائية وأن الجولة الأخيرة من المحادثات قد تبدأ بعد عودة الوفود إلى فيينا.
والليلة الماضية، تحدث منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عبر الهاتف مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بشأن المحادثات النووية.
وغرد بوريل يوم السبت: "عشية استئناف جولة جديدة من محادثات فيينا الأسبوع المقبل، أجريت اتصالات مهمة مع حسين أمير عبد اللهيان".
وكتب "نحن بحاجة إلى جهود حسن النية من جميع الأطراف في المفاوضات وروح التسوية لاختتام المفاوضات واستئناف التنفيذ الكامل للاتفاق النووي الدولي".
وبحسب وكالة أنباء "إيرنا" الإيرانية، وصف أمير عبد اللهيان، بعض التطورات في المحادثات بالإيجابية، لكنه شدد على أن هذه التطورات لا تلبي توقعات إيران.
والثلاثاء الماضي، اعترف مندوب إيران لدى الوكالة ومقرها في فيينا، محمد رضا غائبي، مساء الإثنين، بما ورد في تقرير الوكالة الدولية بشأن عزم طهران إنتاج قطع من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة جديدة بمحافظة أصفهان وسط إيران.
وأوضح غائبي في تصريحات للصحفيين رصدتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، أن "إيران لن تسمح للوكالة الدولية بالوصول إلى معلومات كاميرات المراقبة الموجودة في منشأة أصفهان النووية الجديدة".
ورهن غائبي السماح للوكالة الدولية بمعلومات هذه الكاميرات حين إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الدولية، والتي تجرى بشأن مفاوضات في فيينا بهدف الوصول إلى تفاهم يعيد إحياء الاتفاق.
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تملك إمكانية الوصول إلى المعلومات التنظيمية الخاصة بالمنشآت النووية الجديدة في أصفهان حتى يتم إحياء الاتفاق النووي"، مبيناً أن "إيران أبلغت الوكالة أنها تنوي إنتاج قطع من أجهزة الطرد المركزي في مجمع جديد في أصفهان بدلاً من مجمع تساي في كرج".
وتابع "تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محدث ودوري، لإطلاع أعضاء هذه المنظمة على آخر المعلومات الفنية المتعلقة بأنشطة إيران النووية".
وخلال الفترة الماضية، استمرت إيران في تعنتها بالملف النووي، ومنعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أداء عملهم في بعض المنشآت، فضلا عن انتهاكات التزاماتها فيما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم.
هذا التعنت المتزايد أدى إلى تعقيد المفاوضات النووية الجارية مع القوى الكبرى في العاصمة النمساوية فيينا.
aXA6IDMuMTQ1Ljk3LjIzNSA= جزيرة ام اند امز