محاكمة إيران في لندن: التعذيب دفع محتجين مفرجا عنهم للانتحار
عقدت، السبت، لليوم الثاني على التوالي في العاصمة البريطانية لندن، جلسات محكمة الشعب الدولية بشأن التحقيق في جرائم السلطات الإيرانية.
وتركز المحكمة على الجرائم بحق المحتجين الذين شاركوا في مظاهرات اندلعت في نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019 على خلفية رفع أسعار البنزين.
- السجن والجلد لناشطة إيرانية في محاكمة استغرقت 5 دقائق
- تفجير تجمع معارضة إيران.. بلجيكا تستأنف محاكمة "جواسيس طهران"
وفي هذه الجولة أكد شهود في الجلسات أخفوا هوياتهم خوفاً من الملاحقة أن "ضغط التعذيب النفسي دفع حتى المتظاهرين المفرج عنهم إلى الانتحار".
وعقدت جلسات المحكمة بشكل مغلق بهدف إخبار شهود العيان القضاة بقصصهم وما شاهدوا من قمع وعنف شنته السلطات الأمنية.
وفي الجولة الأولى، التي عقدت في الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، مثل 165 شخصًا أمام المحكمة شخصيًا و34 من شهود العيان، وأدلوا بشهاداتهم وسردوا شهاداتهم أمام القضاة، ومع ذلك، نظرًا لاستمرار تقديم الأدلة، بعد 3 أشهر من محاكمة محكمة الشعب الدولية، تقرر عقد جولة ثانية من المحاكمة.
ونتيجة لذلك، تأخر إعلان الحكم ومن المقرر أن يعلن القضاة حكمهم النهائي في مارس/آذار المقبل.
شهود يسردون قصصهم
وظهرت الشاهدة الأول، التي بدأ حديثها، أمام المحكمة مرتدية قناعا عبر الإنترنت.
وقالت في تقرير صادم وهي والدة أحد ضحايا التعذيب: "ابني شارك في احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وتم اعتقاله في 18 من الشهر ذاته ثم أطلق سراحه".
وأضافت: "كانت آثار التعذيب واضحة على جسد ابني، وأخبرني بما رآه في المظاهرات وفي مركز الاحتجاز، قائلاً إن الأشخاص في ثياب مدنية تسببوا في الكثير من الفوضى وأمر الضباط بإطلاق النار، وأشعل آخرون النيران في البنوك والمباني ".
وتابعت: "ابني لم يتعرض للتعذيب والإهمال طبيا فحسب، بل شهد أيضا تعذيب آخرين".
وأضافت أن "الضباط أشعلوا النار في 3 رجال وهم أحياء ولم يقدموا أي خدمات طبية للآخرين".
وقالت الأم في النهاية إن ابنها انتحر بسبب الصدمة النفسية الشديدة التي عانى منها أثناء تعذيبه واحتجازه.
كما تحدث في الاجتماع الشاهد الذي حمل رقم 458، وهو أحد أفراد شرطة مكافحة الشغب الإيرانية، ولم يتم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.
وقال إن بعض القوات القمعية "بلطجية" وآخرون "أعضاء في الحشد الشعبي العراقي وقوات فاطميون الأفغانية".
وبحسب الشاهد، قال قائد بالحرس الثوري: "يجب إنهاء الاحتجاجات الشعبية بأي طريقة كانت".
كما مثل الشاهد 426 أمام المحكمة على الإنترنت "أبو بكر محراباني" عم "عثمان نادري" أحد ضحايا احتجاجات مدينة مريوان غرب إيران ذات الغالبية الكردية.
وأفاد أن "عثمان أصيب برصاصة في رأسه من مسافة 5 أمتار، لكنه لم يصل إلى المستشفى وتوفي"، مؤكدا أن 11 شخصا قتلوا في مريوان ، وأنهم متظاهرون وليسوا مثيري شغب.
وقال محراباني بحزن: "لقد وصفوا عثمان بأنه مشاغب".
وفقًا للشاهد 426 ، لم يتمكنوا من العثور على عثمان أو معرفة ما حدث له، وبعد يومين، تم تسليم جثته وهدد بعدم إقامة أي مراسم عزاء.
وكان عثمان نادري، 28 عامًا، من عائلة فقيرة من الطبقة العاملة، وكان للوضع الاقتصادي المزري أثر عميق على أسرته، وهذا سبب احتجاجه، وكان ابنه البالغ من العمر 9 سنوات يتيمًا منذ عامين.
وبحسب أبو بكر محراباني، فإن الدماء التي أريقت في ساحة شيبرنج بمدينة مريوان ونشرت صورتها في وسائل الإعلام هي دماء عثمان.
وتم التعرف على شاهد آخر مثل 504. وهو طبيب عيون، يشهد: بحلول 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، تم نقل أكثر من 70 شخصًا إلى المستشفى بسبب إصابتهم برصاصة في العين، وفقد أكثر من نصفهم نظر إحدى العينين أو كلتيهما.
وتعتبر محكمة الشعب الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني خطوة غير مسبوقة من قبل العديد من منظمات حقوق الإنسان في لندن، من قبل المنظمات الثلاث، "العدالة من أجل إيران، وإيران لحقوق الإنسان، ومعا ضد عقوبة الإعدام"، بوصفهم المنظمون لهذه المحاكمة.
واحتجاجات منتصف نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019، التي كانت في البداية رد فعل على الارتفاع المفاجئ في أسعار البنزين، غيرت الاتجاه بسرعة واستهدفت النظام بقيادة علي خامنئي، وقمعت السلطات بشدة الاحتجاجات.
ويقول مسؤولون إيرانيون إن ما بين 200 و225 شخصًا قتلوا في الاحتجاجات، لكن منظمة العفو الدولية أكدت حتى الآن أسماء 323 محتجًا، وذكرت رويترز أن 1500 شخص على الأقل قتلوا خلال الاحتجاجات.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز