محلل إيراني: أنشطة منشآت طهران النووية توشك على التوقف
المنشآت النووية الإيرانية تواجه احتمالية التوقف عن العمل تدريجيا بعد إلغاء الولايات المتحددة تمديد إعفاءات نووية مؤخرا.
اعتبر محلل إيراني أن المنشآت النووية في طهران تواجه احتمالية التوقف عن العمل تدريجيا بعد إلغاء الولايات المتحدة تمديد إعفاءات نووية كانت تتيح مبادلة اليورانيوم المخصب بالطبيعي المعروف باسم "الكعكة الصفراء" مع بلدان أخرى مؤخرا.
وأشار رضا تقي زادة (معارض)، الخبير المتخصص بالشؤون الشرق أوسطية في جامعة اجلاسكو البريطانية، إلى أن حالة اضطراب عمت أوساط المسؤولين الإيرانيين بعد إغلاق مفاعل بوشهر قبل شهرين، حيث بادروا إلى تقديم ذرائع مختلفة في هذا الصدد.
- إيران تنكث بعض وعود "النووي" وتحذير أوروبي من تأجيج الأوضاع
- تفتيش موقع إيراني للاشتباه باستخدامه كمستودع نووي سري
وأوضح زادة، في مقال نشرته إذاعة فردا على موقعها الإلكتروني (ناطقة بالفارسية وتبث من التشيك)، أن البندين 58 و60 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم بين إيران والدول الكبرى عام 2015 يحظران على طهران امتلاك أكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بتركيز لا يتجاوز 3.5 %.
ولفت الخبير الإيراني المقيم خارج بلاده إلى أن قرار واشنطن بخصوص إلغاء إعفاءات نووية يضع طهران على المحك على غرار الحظر النفطي الكامل الذي قلص عوائدها النقدية من العملة الصعبة بشدة، إضافة إلى صادراتها من الخام ومكثفات الغاز لأقل من مليون برميل يوميا.
ويمنع البند 10 من الاتفاقية النووية (أعلنت إيران نكث بعض تعهداتها) احتفاظ طهران بأكثر من 90 طنا من المياه الثقيلة التي ينتجها مفاعل آراك، حيث يجرى تصدير الكميات الزائدة منها إلى الخارج، غير أن هناك عزوفا عالميا عن شرائها في الوقت الراهن، بسبب تدني جودتها (المياه الثقيلة)، وفقا لزادة.
وأكد تقي زادة أن توقف أنشطة مرتبطة بإعادة بناء مفاعل آراك للمياه الثقيلة وإلغاء استثناءات نووية سيسفران عن خسائر ثقيلة للغاية بالنسبة إلى منشآت إيران النووية، لا سيما أن البرنامج النووي الإيراني (20 مليار دولار نفقات مباشرة) تكبد نفقات زائدة طوال 25 عاما مضت بسبب عقوبات دولية فرضت آئنذاك.
واعتبر المحلل الإيراني أن خسائر برنامج التطوير النووي لطهران يمكن مقارنتها مع تكاليف باهظة تكبدتها إيران خلال سنوات الحرب المدمرة لثماني سنوات مع العراق خلال الفترة من 1981 حتى 1988.
واختتم الخبير المتخصص بالشؤون الشرق أوسطية في جامعة اجلاسكو البريطانية أنه خلال مدة تتراوح بين 45 و90 يوما من المرجح أن تتوقف بعض الأنشطة النووية الإيرانية غير المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية.
ونوه بأن جميع المنشآت النووية المعلنة من جانب إيران كمحطة أصفهان لمعالجة اليورانيوم، ومحطة المياه الثقيلة في آراك، ومحطة نطنز لتخصيب اليورانيوم ستصاب تدريجيا بمصير مفاعل آراك الذي توقف عن العمل فعليا.
وفي وقت سابق، قررت إيران، الأربعاء، تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى، في ظل تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها على نظام طهران.
وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلا عن تمويل مادي ولوجستي لمليشيات مسلحة.
الحد من برنامج إيران النووي كان الهدف الأساسي لهذا الاتفاق، الذي وقّعت عليه أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا وإيران في العاصمة النمساوية فيينا عام 2015، بغية منع النظام الإيراني المثير للجدل إقليميا ودوليا من امتلاك قنبلة نووية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض حزمتي عقوبات اقتصادية شملت قطاعات اقتصادية مهمة أبرزها النفط والمصارف، ما عمق من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران بسبب إهدار موارد وثروات شعبها على حروبها بالوكالة خارج الحدود.