إيران بأسبوع.. نهاية وشيكة للاتفاق النووي المثير للجدل
طهران تواصل التصعيد النووي وسط تكهنات بانسحاب أطراف أوروبية من الاتفاق المثير للجدل في ظل تصريحات متناقضة للمرشد الإيراني علي خامنئي.
شهد الأسبوع الماضي أحداثاً عدة تتعلق بإيران، كانت أبرزها مواصلة طهران التصعيد النووي، الذي بات ينذر بانسحاب أطراف أوروبية من الاتفاق النووي الإيراني المبرم منذ 4 سنوات على غرار الولايات المتحدة، التي انسحبت قبل عام.
وتواصل إيران منذ مايو/أيار الماضي، استعداء المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل، حيث لا تزال تواصل تقليص التزامات مفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي منذ عام 2015 مرتبطة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل.
وأبدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعنتها فيما يتعلق بالملف النووي، مؤكدة أن طهران ستواصل خفض التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم مع قوى عالمية؛ فيما حذرت دول الثلاثي الأوروبي (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) الباقية في الاتفاق ببدء الانسحاب منه إذا ما استمرت الانتهاكات الإيرانية.
وكشفت تصريحات جديدة للمرشد الإيراني علي خامنئي تناقضاً في ملف بلاده النووي المثير للجدل، لا سيما منذ إبرام اتفاق بين طهران وقوى عالمية عام 2015.
وقال خامنئي مجدداً في كلمة أمام حشد داخل حسينية الخميني في العاصمة طهران، الأربعاء، إن "تصنيع القنبلة الذرية حرام شرعاً، وليس هناك سبب قط يدعو إيران للإنفاق على إنتاجها"، حسبما نقلت وكالة أنباء تسنيم "شبه رسمية".
وزعم المرشد الإيراني المستحوذ على صلاحيات سياسية واسعة، باعتباره أعلى هرم السلطة داخل البلاد، أن "طهران لديها القدرة على امتلاك أسلحة دمار شامل، لكنه أفتى بتحريم استخدامها أو السعي وراء تصنيعها".
حديث خامنئي يتعارض تماماً مع دعوته مؤخرا إلى مواصلة إيران تخليها بجدية عن التزامات منصوص عليها ضمن الاتفاق النووي الموقع عليه مع دول 5+1.
وحمّل خامنئي في خطاب له قبل أسبوعين أمام عدد من جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، منظمة الطاقة الذرية ببلاده مسؤولية الاستمرار في خطوات خفض التعهدات النووية حتى وصول طهران إلى النتيجة المرغوبة، على حد تعبيره.
ومجموعة 5+1 (هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين) بالإضافة إلى ألمانيا التي تتولى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
وتتهم دول غربية على رأسها الولايات المتحدة طيلة سنوات إيران بالسعي وراء الحصول على قنبلة ذرية، فيما أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها عام 2008 من احتمالية وجود جانب عسكري في برنامج طهران النووي "بي إم دي".
وفي حين أغلقت الوكالة الدولية الملف النووي لإيران في جلسة خاصة لمجلس المحافظين بها، وذلك بعد التوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق النووي بين إيران والغرب عام 2015، يطالب معارضو الاتفاق حالياً التدقيق فيه بعناية مجدداً، إلى جانب تقديم الجانب الإيراني أجوبة لأسئلة لا تزال عالقة.
ومن المرتقب أن تبدأ إيران خطوتها الرابعة في التخلي عن الالتزامات النووية بحلول 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بذريعة سلبية الموقف الأوروبي من وجهة نظرها.
وربما تكون بريطانيا أولى دول الثلاثي الأوروبي المنسحبة من الاتفاق النووي الإيراني، حسب تكهنات لصحيفة إندبندنت، وذلك إذا نفذت إيران خطوتها الرابعة ودخلت أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لديها مرحلة الإنتاج فعلياً.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA== جزيرة ام اند امز