نائب إيراني يعترف: لدينا خطة لإنتاج الأسلحة النووية
كشف عضو في البرلمان الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الأسبق، النائب فريدون عباسي، السبت، أن بلاده لديها خطة لإنتاج الأسلحة النووية.
وأشار النائب في حديث لصحيفة "إيران" التي تمولها الحكومة إلى أن العالم النووي محسن فخري زاده الذي جرى اغتياله أواخر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، أعد خطة إنتاج وامتلاك الأسلحة النووية.
ولسنوات طويلة وإيران تنفي مساعيها لإنتاج الأسلحة النووية بذريعة مخالفتها الشريعة ووجود فتوى من المرشد علي خامنئي بتحريم إنتاج هذه الأسلحة، لكن نواياها تختلف عما تعلنه للعالم والمجتمع الدولي.
وتم اغتيال محسن فخري زاده بعملية اغتيال دقيقة، أربكت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، بسبب طبيعتها والسلاح المستخدم فيها، وقد حدثت في مدينة "أبسرد" قرب العاصمة طهران.
ويقول النائب عباسي في حديث لصحيفة "إيران"، بمناسبة مرور عام على اغتيال فخري زاده إن "الأخير وضع برنامجاً ونظاماً في مجال الأسلحة النووية في إيران، كما شارك في إعداد خارطة طريق أولية لتطوير الصناعة النووية".
وأشار النائب الإيراني إلى دور فخري زاده في مساعدة العلماء الإيرانيين على إنتاج 20% من اليورانيوم المخصب عبر تطوير أنظمة في هذا المجال.
ووصف فريدون عباسي، العالم النووي الإيراني بـ"الصندوق الأسود"، وقال إن "فخري زاده لم يكن يهدف للدفاع عن إيران بل عن جبهة المقاومة"، ويقصد بذلك الجماعات المسلحة في المنطقة التي تدعمها إيران في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين.
وتابع "أن فخري زاده تم التعرف عليه من قبل الأجهزة الأمنية الدولية في تسعينيات القرن الماضي، وكان من المقرر تصفيته عام 2008، لكن الأجهزة الأمنية الإيرانية اكتشفت مخطط الاغتيال واعتقلت الفريق الذي كان ينوي التنفيذ".
وكان فخري زاده مسؤولاً عن تطوير برنامج صواريخ الحرس الثوري وكان أحد رواد البرنامج النووي الإيراني، وفقًا لمسؤولين إيرانيين، ولعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطائرات بدون طيار في البلاد كمدير للأبحاث في وزارة الدفاع، كما سافر إلى كوريا الشمالية لبرنامج صاروخي. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنامين نتنياهو، فخري زاده بـ"أبوالقنبلة النووية الإيرانية" قبل عامين ونصف من اغتياله وتعهد بالوصول إليه.
وشكل اغتيال العالم النووي ونائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث في إيران فخري زاده في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ضربة قوية للأجهزة الأمنية الإيرانية.
بدوره، قال حامد فخري زاده إن والده جرى اغتياله بوجود جماعات سياسية متعاونة من داخل إيران، مضيفاً "إن أول عملية اغتيال استهدفت والده كانت عام 1999"، لكنه لم يخض في التفاصيل.
وأوضح حامد فخري زاده في مقابلة نشرتها الصحافة الإيرانية وتابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "لم يكن اغتيال والدي جسدياً، بل تم على عدة مراحل، وإنه يجب على السلطات المعنية التحقيق في التيارات والأحزاب السياسية المحيطة بوالدي وكذلك التحقيق مع العلماء النوويين القريبين منه لكشف المتورطين في هذه العملية".
وعلى الرغم من تلميح إسرائيل إلى تورطها بالوقوف وراء هذه العملية، إلا أن طهران وجهت اتهاما إلى الموساد ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بالتخطيط والتنفيذ لاغتيال فخري زاده.
وكان رئيس الموساد يوسي كوهين أشار ضمنيًا في مقابلة سابقة هذا العام إلى "أن الموساد متورط في العملية ضد فخري زاده".
ولم تتوصل إيران بعد إلى الأسلحة المستخدمة في اغتيال عالمها النووي، مكتفية بالقول إنه "سلاح ذكي وجرى التحكم فيه عن بُعد".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها نشرته في أيلول/سبتمبر الماضي، إن "هذه العملية تم لأول مرة فيها اختبار سلاح يتم التحكم فيه من على بعد آلاف الكيلومترات، يُعرف باسم "الروبوت القاتل".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل إذا كانت تريد اغتيال أي مسؤول إيراني فإن عليه في البداية أن تأخذ الموافقة والدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت أن الاستعدادات للاغتيال بدأت بعد سلسلة من الاجتماعات في نهاية عام 2019 ومطلع عام 2020 بين مسؤولين إسرائيليين، بقيادة مدير الموساد يوسي كوهين، ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو ووكالة المخابرات المركزية المخرجة جينا هاسبيل".
وقالت إن "إسرائيل أوقفت حملة التخريب والاغتيال في عام 2012، عندما بدأت الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران أدت إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وأنه بعد أن ألغى ترامب هذا الاتفاق عام 2018 أراد الإسرائيليون استئناف الحملة لمحاولة إحباط التقدم النووي الإيراني وإجبارها على قبول قيود صارمة على برنامجها النووي".
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في معرض حديثهم عن اغتيال محسن فخري زادة، قولهم إن "اغتياله نُفِّذ باستخدام رشاش يتم التحكم فيه عن بعد".
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، خلال عملية اغتيال فخري زاده، تم اختبار هذا السلاح الذي يتم التحكم فيه على بعد آلاف الكيلومترات والمعروف باسم "الروبوت القاتل"، لأول مرة، مشيرة إلى أن "اختبار هذا السلاح غير عالم الأمن والتجسس وطرق عمل أجهزة الاستخبارات".
وقال مسؤول استخباراتي للصحيفة الأمريكية إن "هذا السلاح هو نموذج خاص من مدفع رشاش FN MAG بلجيكي الصنع، وهو متصل بإنسان آلي متقدم مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي وعدة كاميرات، ويتم التحكم فيه عبر الأقمار الصناعية.
ووفق التقرير "يبلغ وزن هذا السلاح المتطور حوالي طن إجمالاً، وتم نقله على شكل أجزاء إلى داخل إيران وجرى تجميعه داخل البلاد".
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز