اعترافات إيرانية "خطيرة".. الغموض والارتباك يحرقان النفط

خبير الطاقة الإيراني صادق مرادني يعتبر أن بلاده ليست لديها استراتيجية محددة تجاه التعامل مع الانخفاض الحاد في صادرات النفط الخام.

اعترف خبير الطاقة الإيراني صادق مرادني، أن بلاده ليست لديها استراتيجية محددة تجاه التعامل مع الانخفاض الحاد في صادرات النفط الخام ومكثفات الغاز التي هوت إلى مستوى غير مسبوق تاريخيا (النفط مصدر رئيسي للعملة الصعبة في إيران).

وقال "مرادني" في مقابلة مع وكالة أنباء مهر الإيرانية (حكومية)، الإثنين: "إن حكومة طهران تصورت أنها باستمرارها في بيع النفط الخام ستلبي احتياجاتها، في الوقت الذي اتخذت أغلب الدول مسار استكمال سلسلة القيمة".

• صادرات خام الحديد الإيرانية إلى الصين "تنصهر"

ويعتقد الكثير من خبراء الطاقة أن مستوى الضغط الكبير الناجم جراء العقوبات النفطية المفروضة على إيران، يرجع بالأساس إلى أن الأخيرة لم تركز جهودها خلال 4 عقود مضت على تطوير صناعة النفط والبتروكيماويات لديها.

وأيد صادق مرداني، خبير الطاقة الإيراني هذا الرأي في حواره مع "مهر"، مؤكدا أن طهران حاليا عاجزة حتى عن تصريف النفط الخام الراكد لديها بواسطة تجار محليين داخل بلاده.

ولفت "مرادني" إلى أن الأساليب المختلفة لبيع الخام الإيراني سابقا كان بإمكانها أن تساعد إيران في الظروف الراهنة، إذا كان هناك في الأصل تطوير مقبول للتجارة النفطية الإيرانية، وفق قوله.

وأكد الخبير الإيراني غموض الموقف الراهن فضلا عن صعوبة تنفيذ أي من الأساليب الأخرى لبيع النفط الخام حاليا، مردفا أن شركة النفط الوطنية الإيرانية (حكومية) تحتكر بنسبة 100% المبيعات النفطية إلى خارج البلاد، وفق قوله.

وأكد "مرداني" أن وزارة النفط في حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تمر بحالة من الارتباك، فيما يتعلق بملف الصادرات النفطية بالنظر إلى العقوبات الأمريكية المفروضة منذ صيف العام الماضي.

وأشار إلى أن بورصة الطاقة المحلية داخل إيران لم تعد أداة مناسبة في الالتفاف على العقوبات مثلما كان الحال في السنوات الماضية، التي تعرضت خلالها إيران لعقوبات غربية على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل وبرامج تطوير الصواريخ الباليستية.

وحمل خبير الطاقة حكومة بلاده المسؤولية وحدها عن الضرر الحاصل داخل صناعة النفط الإيرانية تبعا لاستراتيجيتها الخاطئة التي اعتمدتها طوال السنوات الأخيرة.

واختتم "مرداني" مقابلته قائلا: "إن الحكومة الإيرانية ركزت هدفها على تصريف النفط بأي قيمة في سوق الطاقة العالمي"، مشددا أن التجارة النفطية لبلاده تضاءلت على مدار نصف قرن رغم ارتفاع مستوى صادرات الخام لمشترين رئيسيين.