خاتمي يحذر خامنئي من تزايد سخط الإيرانيين
الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي يعد أن فشل ما وصفها بإصلاحات داخلية سيفضي إلى تعزيز قوة المطالبين بإسقاط النظام.
حذر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الثلاثاء، المرشد الإيراني علي خامنئي من تزايد سخط الإيرانيين وذلك بعد ارتفاع معدلات القمع والتدهور الاقتصادي والاجتماعي في طهران.
كما حذر خاتمي بشكل صريح من زيادة أعداد المطالبين بإسقاط النظام الديني المسيطر على حكم إيران، حيث اعتبر أن فشل الإصلاحات الداخلية سيفضي إلى تعزيز قوة التيارات السياسية المعارضة.
ورجح خاتمي، الممنوع من الظهور إعلاميا منذ سنوات بسبب خلافات مع المرشد الإيراني علي خامنئي، نجاح الداعين للإطاحة بحكم نظام ولاية الفقيه حال يأس الإيرانيين من حدوث ثمة تغيير على المستوى الداخلي.
ورفع محتجون إيرانيون شعارات طالبت بإنهاء حكم النظام الديني في مظاهرات عارمة اندلعت قبل عام واحد، وهو أمر يعد من المحظورات إلى الجانب الحديث عن التغيير السياسي، بحسب أدبيات النظام الإيراني.
وتدعو تكتلات إيرانية معارضة بالخارج إلى التخلص من نظام خامنئي أملا في إقرار الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة داخل البلاد، وإقامة علاقات طيبة مع دول الجوار والتخلص من التدخلات العسكرية بالخارج.
ونشرت وسائل إعلام محلية تابعة لتيار الإصلاحيين نصا لحديث أدلى به خاتمي للمرة الأولى منذ أشهر عدة وسط عدد من أعضاء نقابة المهندسين الإيرانيين، لافتا إلى أن استقطاب المعارضين لعامة الشعب الإيراني سينجح حال فشل ما اعتبره المشروع الإصلاحي، على حد قوله.
لكن أطياف من المعارضة في الخارج تنظر إلى تيار الإصلاحيين الإيرانيين على أنه أحد الأجنحة المنضوية تحت عباءة النظام المسيطر على الحكم منذ 4 عقود بهدف إطالة بقائه في السلطة ومنحه مزيدا من المشروعية السياسية على المستوى الدولي.
وفي حين يتداول متظاهرون إيرانيون شعارا لافتا تحت عنوان "أيها الإصلاحيون والأصوليون انتهت اللعبة"، اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق أن حشد الناس للمشاركة بالانتخابات النيابية المقرر عقدها في فبراير/شباط 2020 من شأنه تعزيز فرص الإطاحة بهذا النظام، وفقا لقوله.
وفي خضم تزايد الحنق الشعبي بسبب المصاعب المعيشية إلى جانب ارتفاع مستوى التوتر عسكريا مع أمريكا، دافع خاتمي عن مقترح التفاوض الذي لجأت إليه إيران في مواقف مختلفة.
وانتقدت صحيفة كيهان اللندنية (معارضة) جانبا من حديث خاتمي المعروف بزعيم الإصلاحات، بعد دفاعه عن المرشد الإيراني علي خامنئي إزاء العقوبات الأمريكية التي طالت مكتب الأخير.
واعتبرت الصحيفة الناطقة بالفارسية أن الرئيس الإيراني الأسبق خرج للعلن مجددا بإيعاز من دوائر متشددة بعد أزمة استهداف طائرة أمريكية مسيرة في المجال الجوي الدولي.
وفي حين لم يشر محمد خاتمي على وجه الدقة إلى طبيعة ما وصفها باستراتيجية الإصلاحيين، أكد أن الخطاب الإصلاحي على مستوى بعض القضايا الداخلية أدى إلى خلل مجتمعي، على حد تعبيره.
وعلى صعيد متصل، أصدرت محكمة إيرانية حكما تعزيزيا بالسجن عامين، بحق محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني الأسبق، إثر كشفه عمليات تزوير شابت انتخابات الرئاسة عام 2009.
وكان محمد رضا خاتمي، الأمين العام السابق لحزب جبهة المشاركة الإصلاحي في إيران، قد كشف تزوير قرابة 7 ملايين صوت على الأقل بانتخابات الرئاسة عام 2009.
تصريحات أسفرت وقتها عن استدعاء خاتمي إلى القضاء، في ديسمبر/كانون الأول 2018، قبل أن تعقد له 4 جلسات محاكمة بين شهري مايو/أيار، ويونيو/حزيران الماضيين، قدم خلالها مستندات وأدلة تؤيد تصريحاته التي لفت فيها إلى تزوير لصالح محمود أحمدي نجاد الذي حصل حينها على ولاية حكم ثانية (2005-2013).
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز