رسالة من خامنئي تكشف أوامره للبرلمان بتجاهل "احتجاجات البنزين"
تقرير لمجلة خط حزب الله الإلكترونية الموالية للمرشد الإيراني كشف أن الرسالة السرية بعث بها خامنئي بعد يومين فقط من اندلاع الاحتجاجات
كشفت رسالة سرية بعث بها مرشد إيران علي خامنئي إلى أعضاء البرلمان يأمرهم فيها بعدم الاعتراض على قرار رفع سعر البنزين 300%.
وبحسب تقرير لمجلة "خط حزب الله" الإلكترونية الموالية للمرشد الإيراني، نشرته الخميس، فإن الرسالة السرية بعث بها خامنئي بعد يومين فقط من اندلاع احتجاجات "ثورة البنزين" في البلاد.
وأظهرت الرسالة، المؤرخة بيوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن مرشد إيران المستحوذ على صلاحيات واسعة باعتباره أعلى هرم السلطة في البلاد، أمر النواب بعدم معارضة قرار غلاء سعر البنزين أو التصويت لإلغائه.
وحذر خامنئي النواب، في رسالته المسربة، من الاعتراض على ما يقرره المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بخصوص تداعيات قرار زيادة سعر البنزين، الذي وافق عليه مجلس التنسيق الاقتصادي الذي يضم رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بالبلاد.
ودعا المرشد الإيراني إلى تنفيذ قرار رفع سعر البنزين في جميع الظروف بدعوى أن التراجع سيؤدي إلى زيادة وتيرة الفوضى وانعدام الأمن في الأقاليم، بالنظر إلى ظروف وصفها (خامنئي) بأنها "حساسة"، بحسب الرسالة أيضاً.
ونجحت رسالة خامنئي، من وجهة نظر المجلة، في إسكات كل البرلمانيين الإيرانيين بما فيهم من أبدوا اعتراضا على القرار لعدم تمريره مسبقا للنظر فيه من جانبهم.
وحمل مضمون الرسالة تهديدا للنواب المحتجين على زيادة سعر البنزين، غير أنها أظهرت أيضا تناقض المرشد خامنئي إزاء قرار زيادة سعر البنزين محليا، الذي أبدى عدم تدخل منه حياله في أول تعليق له بعد الاحتجاجات الأخيرة، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وزعم خامنئي حينها أن القرار قد اتخذ بعد العودة إلى خبراء معنيين في هذا الإطار، مبديا موافقته على قرار السلطات الذي قوبل في بداية الأمر برفض نواب محسوبين على جناح الإصلاحيين.
وكان عشرات النواب قد شرعوا في التصويت على مشروع برلماني طارئ لوقف العمل بقرار رفع سعر البنزين لكنهم فضلوا الصمت بناءً على أوامر خامنئي، وفقاً لما أشارت إليه الرسالة السرية.
وبث ناشطون إيرانيون مقاطع مصورة عبر الإنترنت تظهر إطلاق عناصر قوات الأمن ومليشيات الحرس الثوري والباسيج الرصاص الحي من مسافة صفرية ضد المتظاهرين في شوارع عدد من المدن الرئيسية.
واتهم بعض مسؤولي نظام خامنئي المحتجين بتلقي أموال من الخارج للعمل على بث الفوضى داخل البلاد.
وأقر خامنئي في حديث له بث عبر التلفزيون الرسمي قبل عدة أيام أن قوى الأمن الداخلي سيطرت على الموقف بعد تدخل عناصر مليشيات الحرس الثوري، والباسيج، وقوات الجيش النظامي.
وتواجه إيران المظاهرات التي شهدتها مختلف أرجاء البلاد، احتجاجا على رفع أسعار الوقود 3 أضعاف، بقمع وحشي، وحملة دموية غير مسبوقة، خلفت مئات الضحايا، وآلاف المعتقلين.
وتشير تقارير حصل عليها ناشطون ومنظمات حقوقية إلى مقتل قرابة 20 فردا تقل أعمارهم عن 18 عاما في الاحتجاجات الإيرانية، غير أن 18 فردا منهم فقط توصلوا إلى نتيجة نهائية بشأن هوياتهم.
وتوزعت أعداد الأطفال القتلى خلال الاحتجاجات الأخيرة بين 6 محافظات من إجمالي 31 محافظة في عموم إيران، على رأسها العاصمة طهران، ثم خوزستان، وألبرز، وأصفهان، وكرمانشاه، وكردستان.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز