إيران تعدم "الشاهد".. وفاة معارض تحت التعذيب
اعترفت إيران بوفاة الناشط شاهين ناصري، في السجن، وذلك بعد نحو سنتين من إرساله رسالة يؤكد فيها شهادته على تعذيب معارض آخر في مركز تحقيق.
واليوم الخميس أكد المركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية، ما تناقلته وسائل الإعلام المعارضة أمس عن وفاة شاهين ناصري، في سجن بالعاصمة طهران.
الرواية الرسمية
لكن المركز القضائي زعم أن شاهين توفي "بسبب ظروف مرضه الطارئة على الرغم من محاولات إنعاشه التي استمرت 45 دقيقة"، معلنا عن فتح تحقيق في الطب الشرعي، عن سبب الوفاة.
وفي انتظار التحقيق، ادّعت السلطات القضائية، أن المعارض القتيل "كان محتالاً محترفًا، واعتقل ثماني مرات في السنوات السابقة، بتهم التزوير واستخدام وثائق مزورة والعديد من الإدانات القضائية في محافظات مختلفة بنفس الألقاب".
غير أن المعارضة الإيرانية نفت مزاعم السلطة القضائية، مؤكدة أن شاهين ناصري سجين سياسي؛ وقد توفي جراء التعذيب الشديد في السجن، وربطت بين "إعدامه" في السجن، وشهادته على تعذيب الناشط المعدوم نويد أفكاري.
شهادة قادت للقتل
وكان شاهين ناصري بعث، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019، برسالة رسمية ومسجلة من السجن شهد خلالها بأنه كان شاهدا بنفسه على تعذيب نويد أفكاري، في مركز تحقيق شيراز، جنوبي إيران.
وأكد ناصري في شهادته أن المحققين لكموا نويد أفكاري عدة مرات في ذراعه، بينما كان هو ملقى على الأرض وكان يمسك رأسه بيديه، وبعد وابل من الإهانات والألفاظ البذيئة، قالوا له: "كل ما نقوله نحن صحيح".
كما قال السجين في شهادته إن النقيب وحيدي يار عندما رآه وهو يشاهد عمليات تعذيب نويد أفكاري، لكمه بقوة في بطنه وأسقطه أرضا ثم عصب عينيه وأخرجه من المكان.
وكتب ناصري في شهادته الرسمية أنه عندما رأى نويد أفكاري في مركز الاعتقال في وقت لاحق من ذلك اليوم، أخبره أن "عباسي، ضابط الملف، كسر ذراعه".
وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أن مصادر مطلعة أبلغت المنظمة "احتمال وفاة" شاهين ناصري في الحبس الانفرادي في سجن طهران الكبير.
وتأكيدا على ذلك بعث فرهاد سلمان بور ظهير، أحد السجناء في سجن طهران الكبير، بملف صوتي من داخل المعتقل، أكد خلاله أنه تلقى، الثلاثاء الماضي، نبأ وفاة شاهين ناصري.
وقال بور ظهير، إن ناصري تم نقله إلى مكان مجهول في ذكرى إعدام نويد أفكاري، وتبين يوم الثلاثاء أنه سبق أن تم نقله إلى "زنزانة انفرادية" لحرمانه من المكالمات الهاتفية والزيارات.
بدوره، قال شقيق شاهين ناصري، الثلاثاء، لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، إن أصدقاءه نقلوا إلى أسرته خبر مقتله في "الزنزانة الانفرادية".
وفي التسجيل الصوتي أكد بور ظهير أيضا أن احتمال انتحار شاهين ناصري مستبعد "بشدة"، مستبقا إعلان المسؤولين الانتحار سببا لوفاته، قائلا إن الراحل "لم يكن مكتئبا بل كان متزوجا ولديه أطفال وكان متفائلا بمستقبله، ولم يكن يعاني من أي مرض خاص أو مزمن".
يشار إلى أن إعدام المصارع والمعارض، نويد أفكاري، يوم 12 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، قوبل بموجة من الاحتجاجات، حيث تحدث عدد من الأفراد والمنظمات الحقوقية عن كثير من العيوب الشكلية والموضوعية في هذه القضية، وأدانوا تعذيبه.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA=
جزيرة ام اند امز