بالفيديو.. السلطات الإيرانية تعتدي على محتجين في مشهد
اشتباكات بين عناصر من قوى الأمن الداخلي الإيراني وحشد من المتظاهرين أمام مقر مؤسسة "شانديز" الائتمانية التي تعرضت لهزات مالية مؤخراً
اعتدت عناصر أمنية إيرانية على محتجين أمام إحدى مؤسسات التأمين الحكومية في مدينة مشهد (ثاني كبرى مدن البلاد)، اعتراضا على فقدان ودائعهم لديها، فضلا عن رفض مطالبهم طوال الأشهر الماضية.
ووقعت اشتباكات بين عناصر من قوى الأمن الداخلي وحشد من المتظاهرين، الخميس، أمام مقر مؤسسة "شانديز" الائتمانية التي تعرضت لهزات مالية في الآونة الأخيرة، حسب ما نشرته وكالة أنباء هرانا الحقوقية المختصة في رصد انتهاكات حقوق الإنسان بإيران.
- أزمة وقود محلية في إيران بسبب خطة تقنين حصص البنزين
- النظام الإيراني يعتقل معلمين احتجوا على تردي الأوضاع المعيشية بالبلاد
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وكالة "هرانا" عبر حسابها على تويتر، حدوث مصادمات بين الطرفين، فضلا عن ترديد هتافات مناهضة للعنف من قبل السلطات الإيرانية تجاه المحتجين على ضياع مدخراتهم التي صودرت من جانب المؤسسة، دون تفاصيل واضحة.
وأحجمت إدارة مؤسسة "شانديز" عن الاستجابة لمطالب متكررة من عملائها بإعادة أموالهم مرة أخرى، والتي أودعوها منذ سنوات بهدف الحصول على فوائد بشكل دوري.
يشار إلى أن العديد من المدن الإيرانية شهدت وقفات احتجاجية مماثلة أمام مؤسسات مالية على غرار شانديز، بعضها إما حكومي أو تابع رأسا لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، وسط مصادرة مستمرة للودائع بدعوى إفلاس هذه المؤسسات.
ويقدر نشطاء إيرانيون حجم الأموال التي يعتبرونها منهوبة من قبل هذه المؤسسات بنحو 3 مليارات دولار أمريكي، وسط مطالبات متكررة بضرورة إعادة تلك المدخرات إلى أصحابها مجددا والذين نظموا العديد من الاحتجاجات بعضها أمام مقر برلمان طهران.
ويتهم إيرانيون المؤسسات المالية التي تزعم إفلاسها بنهب مدخراتهم لصالح مضاربين وشبكات فاسدين، إلى حد تعرضهم لاعتداءات مستمرة من عناصر الأمن الإيراني في ظل انضمامهم كشريحة اجتماعية إلى صفوف المتظاهرين، اعتراضا على سياسات النظام الثيوقراطي الحاكم منذ 40 عاما.
وردد المودعون المنهوبة أموالهم شعارات مناهضة لكل من الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد علي خامنئي، على هامش احتجاجات شعبية اجتاحت نحو 120 مدينة إيرانية مطلع العام الماضي، حيث اعتبرا إياهما مسؤولين عن أزمة المؤسسات المالية التي صادرت ودائعهم.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أقر المرشد الإيراني علي خامنئي بأن العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران تشكل ضغطا "غير مسبوق" على بلاده، معتبراً أنها غير مسبوقة في التاريخ.
وأعادت الولايات المتحدة الأمريكية فرض الحزمة الأولى من عقوباتها على إيران، في أغسطس/آب الماضي، بعد أشهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.
وفي الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، مستهدفة بشكل كبير قطاعات الطاقة والنفط، بعد 6 أشهر على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران الموقع عام 2015.
ومنذ انسحاب واشنطن، هبطت العملة الإيرانية الريال إلى مستويات قياسية متدنية، وتباطأ النشاط الاقتصادي بشدة، متأثرا بفرض ترامب عقوبات على شراء الدولارات الأمريكية وتجارة الذهب وصناعة السيارات.
كما تضررت العديد من القطاعات الحيوية الأخرى في إيران، بينها النفط والبنوك، ما فاقم من الأزمة الاقتصادية وأجج الاحتجاجات الاجتماعية.